إنكم معاشر المصريين قد نشأتم في الاستعباد وربيتم في حجر الاستبداد، وتوالت عليكم قرون منذ زمن الملوك الرعاع، وأنتم صامتون، صابرون، بل راضون، فلو كان في عروقكم دم فيه كريات حيوية، وفي رؤوسكم أعصاب تتأثر فتثير النخوة والحمية، لما رضيتم بهذا الذل وهذه المسكنة.

انظروا أهرام مصر وهياكل ممفيس وآثار طيبة، أيها المصريون لا حياكم الله ولا بياكم ما دمتم تعيشون كالسأمة تأكل من حشائش الأرض وتقبلون أيديكم المتشققة ظهرًا لبطن، أيها المصريون شمّوا رائحة أجسادكم إنها نتنة، ونيل الله يجري بأرضكم، استمعوا إلى أنين أمعائكم وواديكم يملؤه الخير، لعن الله من يقعد متفرجًا ملومًا محصورًا، لعن الله من منع عن نفسه أطايب الطعام وهي حِلّ له، لعن الله من يكره الحرية..

" عبدلله النديم"