إلى شاطئ الحياة... وبروحٍ واهية

قد حَملنا أحلامنا ـ العاديةُ للغاية ـ

في حياةٍ بِلا وجع،

بِلا صوت مدافع

بِلا جوعٍ يأكلُ الشَبع،

بلا خبزٍ به مذاقُ دمٍ ودمع،

بلا وجوهٍ قاسية

حملناها بحقيبةٍ صغيرة،

قد وضعناها على أحد رفوفِ العقل المُغْبَرة،

وافسحنا للخوف والزيف والضعف..... واحتمالُ أن

يبقى كل شىءٍ في المنتصف كل الرفوفِ الباقية.

حملنا معنا ثوبًا أو ثوبين،

فكرنا أن نرتديها عندما يرسو بنا الموت علي بر الأمان،

فلا داعي للزحام

فإن القارب بالأروح مزدحم

ولا داعيَ لمزاحمة الأشياء بالأشياء والآنية!

إرتحلنا نُفتِّش بين الأنقاضِ عن وطن

رفضتنا الأرض؟ أم رفضناها؟

أم أن مفهوم الوطن قد أصابه شئٍ من عطن؟

ألم يكن يعني أمان وأيدٍ حانية؟

أنا الغريب على أرضي...

أنا المُغتَصبُ حقي وعِرضي

أنا المحكومُ عليَ بالموتِ قبل موتي

أنا الباحث.... عن الأُنْسِ فى بلادٍ ثانية

علا الموجُ، غطّى السماء ـ سماءنا نحن ـ

وابتلع الأرض ـ أرضنا نحن ـ كأننا نهيمُ في اللاشئ

والزمن توقّف من ذهول اللحظة الطاغية!

يا شاطئ الحياة.. وصلنا اليك

رغم طُغاة الأرض وصلنا

رغم ألم البَيْنِ وصلنا

رغم موج البحر وصلنا

ولكن.....جثامين بأرواحٍ متلاشية!

يا شاطئ الحياة سئِمنا..

سئمنا منك، من ملاعبة الموت

على لوح الشطرنج كل مساء

من أن تطُولَ الجولةُ جدًا...

حيث نَفقدُ كل جنودنا أمامه، آمالنا

ونبقى على الأرض.. نصارع وحدنا

يا شاطئ الحياة.. قد سئمنا نِقَمك المتوارية!

بلّغ عنّا السالكين عِبابَ الموتِ نحوكَ

بأننا نجونا أخيرًا... واتخذنا الموت مَسلك

نحو حياةٍ ليست كحياتكم آيها الموتي الأحياء

على أرض تعجُّ بالفسادِ والعيونٌ الباكية

فقد يكون الموت وطنا ممكنا وحلّ

حين نكون طوال العمر رُحَلّ

حين يكون العيش مرّ

والحياة سلعة... جدا غالية

✍🏻هدى منير