غَرَّبُونِي..
أيها السيدات والسادة الكرام
ويا أصحاب السمو والوئام
أَينَ أنا من الانقسام ؟
طُفتُ في بلاد الشام وكان هذا زُبْدُ الكلام :
دمارٌ وحروبٌ وشتاتٌ وطغيان
هكذا حدثتني لبنان
هذا مسيحي لا يريد النسيان
والمسلم يرفض أن يهان
أي أنا إذاً من بني الإنسان!
هكذا هكذا حدثتني لبنان
سرتُ تاركاً خلفِيَ الآهات والأحزان، وإذ بي أسمع صوت طفلٍ أنين، استوقفته حائراً ماذا حل بذاك الوجه الجميل؟
قال عاشت عاشت فلسطين
سُرِقَت قُدسي وأنا جَنين
وضاعت أحلامي بين الطين
أين عكا وحيفا ويافا وجنين
أين البقية من أحمد ياسين
أَأُكمِل أَم تكتفي بتعابير وجهي الحزين؟
الشعب يريد إسقاط النظام، كُرِّرَت آلاف المرات فسرت نحو ذاك الصوت حتى أعلم من أين، وإذ به من الشام العظيم.
عذراً هذه المرة يا سادة يا كرام
أنا سأحدثكم عن الشام
خانها الرؤساء وطعنت بالوثائق والأقلام
دُمرت فيها معالم وعمران وأحلام
كل هذا من أجل النظام
من يزيل الحطام، من يرجع بالأحلام، من يأخذ حقي من الظُّلَّام هكذا بكت الشام
سأضع عِوَضَ قلبي حَجَرَاً لئيم وأكتفي بالسير لعلي أفرح بعد حين.. وا عجباه لِمَ هذا النهر يبدو كالسجين؟
اقترب يا ولدي ولا تخف
واسقي نفسك مني إني أمين
إِنكَ في بلد العراقيين
ضاعت الزهور والورود والياسمين
ولم يعد في حينا الرياحين
قالها فخر العرب صدام حسين
" شوكت تهتز الشوارب"
قالها والعراق حزين
إذهب يا بني لا ينفع الأنين
فقد أَنّت من قبلي فلسطين
هكذا قال لي نهر الجبارين ..
غَرَّبُونِي في أجانب البلدان
أيها السيدات والسادة الكرام
ويا أصحاب السمو والوئام
أعيدوني إن وجدتم حلاً للانقسام