الستارة بدأت تُسدل على عام آخر مضى، نحن أمام بداية جديدة مرة أخرى، يجد الكثير منا فيها رغبة حقيقية في التعرف على طرق جديدة لتحسين أيامنا وزيادة إنتاجيتنا، نحن نحلم دائماً بكسر قوائم المهام التي لدينا وإنجازها دائماً بالتركيز الدقيق وإتقان فن إدارة الوقت وتحقيق أهدافنا بزخم عالي ولكن من أين نبدأ وماذا تنصحني بحيل للسنة الجديدة من حيل تكثّف انتاجيتي فيها؟! شاركوني نصائحكم وآرائكم!
انصحني بحيل للسنة الجديدة من تجربتك تكثّف الانتاجية
لا أعتقد بأن هنالك حيلة سحرية تعزز الإنتاجية، لكن شخصيا أرى بأن تحديد وقت لبدء الإنتاجية هو أمر خاطئ، فلماذا ننتظر الوقت المناسب كي نكون إنتاجيين، أو كي نتحول، فمن ينتظر وصول ساعة الصفر من عام 2024 كي يكون إنتاجيا، هو حالم، هذا لن يحدث، ولا شك في أن الكثير منا واجه هذه المشكلة وأصابته خيبة أمل حادة، لذلك فبالنسبة لي أحاول أن أن أكون إنتاجيا في أي وقت، سواء في بداية السنة أو آخرها وهذا يأتي من خلال الإرادة والنية أولا، ثم من خلال الإلتزام بها، ثم تأتي الاستمرارية لترسم للإنسان عادة تمضي به طول حياته وهي العمل والجد والسعي فينبذ الكسل عن نفسه ويعمل وبالتأكيد في النهاية سيحصد ما زرع، سواء خيرا أم شرا.
هذا الذي تتكلّم عنه هي عادات لإنسان بدأ أصلاً وفهم كيف يتكيّف مع نفسه ويعيش معها ويضع خطط لتعزيز نشاطها، ماذا عن من لم يبدأ بالتركيز فعلاً على نهاره بالطاقة القصوى؟ أنا مثلاً كنت مهتم السنتين الماضيتين بتعزيز معرفتي وكنت أصرف على نفسي لقاء هذا الهدف ولذلك لم أكن أعمل (مادياً) بجهد عالي، الآن انتقلت للعمل على الأمور المادية والصراحة أشعر بأنّ تحديد موعد يساعدني على زيادة حماسي، على الأقل الانطلاقة الأولى.
الأهم هو أن تحدد أهدافك بشكل واضح وواقعي للعام الجديد، وتقسم أهدافك الكبيرة إلى مهام صغيرة ومنظمة لتكون أسهل عند التحقيق وللشعور بالإنجاز.
ترتيب الأولويات أيضا مهم جدا. بالنسبة لي، هذه الأمور التي سأركز عليها هذا العام وأضيف عليهم رعاية صحتي، لأنني أهملتها كثيرا من قبل بدعوى الشباب والحيوية وأنني لست بحاجة لرياضة أو نظام غذائي، ولكنني أركز هذا العام على صحتي بشكل عام، الحرص على الرياضة والأكل الصحي لأنني مررت بعدة انتكاسات صحية بسبب إهمالي. وحتى يكون لدي الطاقة والحيوية للاستمرار.
وللمساعدة على التركيز وإنجاز المهام يمكن تطبيق تقنية البومودورو مع التركيز على إدارة الطاقة أيضا، لإنجاز المهام الكبيرة في الوقت الذي يكون لديك طاقة كبيرة فيه.
تقسم أهدافك الكبيرة إلى مهام صغيرة ومنظمة لتكون أسهل عند التحقيق وللشعور بالإنجاز.
هذه أهم نصيحة قد سمعتها خلال هذه السنة وبالفعل أقوم بتطبيقها وقد آتت نجاح غير طبيعي وغير مسبوق بالنسبة لكل ما كنت أطبّقه سابقاً، لقد حوّلت مدّة المهمة الواحد ليس أكثر من ربع إلى ثلث ساعة بأقصى تقدير، وهذا الأمر فعلاً ساعدني على مسألة تعزيز الحماسة والانتاجية أثناء العمل، أكثر بكثير من تلك الماراثونات الطويلة التي كنت أقوم بها أثناء الدراسة أو العمل سابقاً.
أفضل طريقة في نظري هي عن طريق إستخدام منهجية الأهداف الذكية SMART Goals، بأن تكون هذه الأخيرة محددة، فنقوم بتحديد أهدافنا بوضوح وبشكل محدد، حتى يكون لدينا فهم واضح لماذا هذا الهدف مهم وما هي المخرجات المرجوة منه، وأن تكون قابلة للقياس، ولها صلة بمجال حياتنا ولها تأثير إيجابي عليها، وأن تكون مرتبطة بوقت محدد، وليست مفتوحة الأجل، وأهم شيء أن يكون هدفنا قابلا للتحقق وليس خياليا.
قابلة للقياس
هذا ما أواجه فيه صعوبة أحياناً، حيث أنّ هناك بعض المهام برأيي غير قابلة للقياس بشكل دقيق، مثل مثلاً لا تعرف كم ستحتاج فيها وقت، أو لا تعرف ما الذي ستواجهه فيها من مشكلات، هذا الأمر يجعل من الصعب أن أضع برامج وخطط وأنا أصلاً يصعب عليّ توقّع ما سأحتاجه فعلاً أثناء القيام بهذه المشاريع، هذا عدا عن أنّ التعامل بهذه الطريقة مع كل شيء هو أمر ممل، غاية في الملل أن أطبّق سمارت على كل مشروع صغير سأقوم به كل يوم أو يومين
التعليقات