اجد صعوبة في الانضباط بجدول الأهداف اليومية (كتعلم اللغات مثلا)
الاستمرارية والانضباط بجدول الأهداف. هل من نصيحة؟
نحن البشر نمل سريعا ولا نجد المتعة في الالتزام بشيء، فهذه طبيعتنا، ولكن إليك طريقة ذكرها بي جا فوج في كتابه العادات الدقيقة أو الصغيرة Tiny Habits.
وفيه يوضح المؤلف أن أفضل طريقة لبناء عادة جديدة، هو أن تبدأ بهدف بسيط وتنجح في تحقيقه خير من أن تبدأ بهدف كبير وتفشل في تحقيقه، فعلى سبيل المثال: إن كان هدفك أن تتعلم اللغات كعادة يومية بتخصيص وقت لذلك كل يوم، فابدأ بإلزام نفسك على ذلك لمدة 5 دقائق فقط أو أقل في اليوم أو بتعلم كلمة واحدة فقط يوميا، واستمر على ذلك لفترة حتى تكتسب تلك العادة وستجد أنك بصورة آلية قد بدأت في زيادة حصة دراستك يوميا وستصبح الكلمة الواحدة كلمتين ثم ثلاثة وهكذا، لتجد بعد فترة من الثبات على تلك العادة أنك حققت الكثير من التقدم والإنجاز بسبب أنك جعلت موضوع التعلم عادة لديك وليس واجبا عليك الانتهاء منه.
فإن أمر تبني العادات أمر فعال جدا في كل نواحي الحياة وقد تم الإشارة إليه كثيرا في الإسلام، فمثلا بتأمل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "من صلى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق" فعلاوة على البراءتان فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا اكتساب عادة التبكير إلى المسجد وذلك بالإصرار عليها لمدة 40 يوم دون انقطاع، وهي مدة كفيلة بتغيير عادات الإنسان.
كما ذكرها أيضا روبن شارما مؤلف كتاب نادي الخامسة صباحا والذي أنصحك بقراءته فقد قال المؤلف أنه لتغيير عادة ما فإنك تمر بثلاث مراحل كالتالي:
- مرحلة التفكيك: والتي يتم فيها القضاء على العادات القديمة
- مرحلة البناء: تحتل فيها العادة الجديدة مكان العادة القديمة
- مرحلة الاندماج: فيها تثبت العادة الجديدة ويكون الإنسان مندمجا معها.
وأكد المؤلف أن كل مرحلة من هذه المراحل الثلاث مدتها 22يوما، أي أنك تحتاج إلى 44يوما لكي تكون مندمجا مع عادتك الجديدة في التعلم يوميا.
ولكن احذر من أن تزحم نفسك باكتساب عدة عادات في الوقت نفسه، ولكن عليك أن تحافظ على اكتساب عادة واحدة فقط في المرة، وبعد الاندماج معها يمكنك البدء في تغيير عادة جديدة كالقراءة مثلا أو ممارسة الرياضة.
إليك مخطط روبن شارما لتغيير العادات من كتاب نادي الخامسة صباحا:
ولكن احذر من أن تزحم نفسك باكتساب عدة عادات في الوقت نفسه، ولكن عليك أن تحافظ على اكتساب عادة واحدة فقط في المرة، وبعد الاندماج معها يمكنك البدء في تغيير عادة جديدة كالقراءة مثلا أو ممارسة الرياضة.
هذه أكبر مشكلة وجدتها عند الكثيرين ممن يعانون من مشكلة عدم الانضباط نحو تحقيق أهدافهم، تجدهم يحددون العديد من الأهداف في نفس المدة الزمنية، هذا الأمر يتسبب في تشتيت جهودهم والتعب وبعدها الملل والدخول في الكونفورت زون التي يسعون للخروج منها.
ذكرتني بحديث رسول الله ﷺ (خير الأعمال أدومها وإن قل)، فعلًا البدء بمهام صغيرة، لمدد طويلة سيؤدي بك لبناء العادة الصحية التي تريدها، وهنا تأتي عظمة الإنسان، إذ الإنسان رهين ما يفعل، فإن كانت عاداتك كلها عظيمة فأنت شخص عظيم.
التعليقات