ما الافضل؟ هل اكمل الماجستير؟ ام انتظر ان اتزوج بعد أن تطلقت ؟
ما الافضل؟ هل أكمل الماجستير أم اتزوج؟
سأرد عليك من واقع عايشته، لي زميلة بالعمل عزيزة علي، تزوجت أختها الكبرى من إبن عمها وتطلقت، ومكثت ببيت أهلها سنتين وبعدها تقدم لها شخص يكبرها ب10 سنوات وافقت عليه من باب الهروب من كلام الناس وضغوطات الأهل والبيت، وسبحان الله لم تكن تتوقع ولا خطر ببالها بأن هذا الرجل سيكون عوض خير فيما مضى، فكان زوج ومربي وموجه لها في حياتها، فصارت خلال 10 سنوات معه ذات شأن عند أهلها فقد أعانها على تكملة تعليمها وكان سند لها في مشروعها الناجح إضافة إلى أولادهم، أما أختها - زميلتي بالعمل- فقد رفضت فكرة الزواج وتحججت بتجربة أختها المريرة، وآثرت على إكمال دراستها وتحقيق طموحها وهو الوصول إلى أعلى المراتب، وقد تحقق لها ما أرادت فهي تملك شهادة الدكتوراة وتقلدت مختلف المناصب وأصبحت مدير أول لدائرة تتكون من 6 أقسام برؤساءها وموظفيها، ولكن مع كل هذا النجاح إلا إنها فشلت في شيء لم تكن تعيره إهتمامها وهو الزواج وتكوين أسرة وها هي الآن بعمر 52 سنة تندب حظها وتتجرع مرارة الأسف والندم حين ترى من يصغرها سناً بأولادهم وأسرهم، وقد سألتها ذات مرة إذا رجع بك الزمن إلى الوراء ماذا ستتمني؟
وكان ردها بلا تردد وهي في حسرة أتزوج وأكون أسرة😔.
حسنا الأمر سيان سواء إن كانت أول مرة تتزوجين فيها أو ترزوجت من قبل سأنصحك بأن تكملي الماجستير إن كنتي فعلا تريدين ذلك لأن الأمر ليس بسيطا جدا ويحتاج إلى مثابرة.
وهذا الخطأ للأسف أرى الكثيرات يقعن فيه أنهن ينسين أنفسهن وأحلامهن وتطويرهن لذةاتهن لحظة الزواج بل ومن الممكن أن نجد من تخرج من التعليم (أنا لا أقول شيئا إن كان هذا اختيارها كأن رأت أن هذا ليس مناسبا لها) ولكنني أتحدث عمن تخرج مجبرة أو تخرج لأنها تظن أنها ستجبر دون أن يقول لها أحد وهنا الأمر لا يتعلق بما تنادي به الحركة النسوية من تحرر زائد بل يعتمد على أنه إن لم تجدي لنفسك شيئا تشغلي به وقتك وتطورين به من نفسك ستفقدين ذاتك حتى وإن كانت دورات تدريبية على الإنترنت قراءة الكتب أي شيء المهم ألا تتوقفي عن تطوير ذاتك.
أما لك فأظن أنه يجب أن تلتحقي به فمن الممكن أن ينسيك انفصالك السابق ويجعلك تفكرين بأشياء أخرى...
تقول خبيرة الأسرة الدكتورة آمال إبراهيم :
" ربما يكون الطلاق من أكثر التجارب قسوة في حياة المرأة، فهو في معظم الحالات يؤدي إلى شعورها بالألم، الفشل، الخوف من المستقبل، وعدم الثقة"
وهذا يجيب عن تساؤلك بصورة غير مباشرة، فإذا كان للطلاق كل تلك المشكلات النفسية إذن لا بد من مواجهته، والمواجهة في المقام الأول لا بد أن تكون عدم التوقف وعدم الإنتظار وهذا لقتل الفراغ وتبعاته، لذا أؤيد خيار استكمالك لمرحلة الماجستير وما بعده من علم أو عمل، فهذا سيكون مفيداً من أكثر من جهة، حيث أنه:
-سيقلل حجم الفراغ في حياتك وبالتالي سيحميكِ من التفكير السلبي.
-سيبدد مخاوفك بخصوص الإعالة والفشل.
-سيحميكِ من قسوة الإنتظار، خاصة أن الزواج أمر يأتي قدراً ولا نرتب له وانتظاره يؤدي إلى الألم إذا تأخر وقد يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس.
-سيزيد اختلاطك بالوسط العلمي فرصتك في الحصول على زوج يتوافق مع عقليتك وتعليمك على عكس الإنتظار، الذي قد يطول دون طائل.
-نظرة المجتمع ستكون أفضل بكثير، فأنت متعلمة وناجحة ولم تتوقف حياتك بسبب هذا الإنفصال، بل كنتِ أقوى منه.
أعتقد أن الأمر يعتمد على حسب تفضيلاتك ، وأرى أن الأمران لا يتعارضان إطلاقًا ، فهنالك العديد من النماذج التي رأيتها يدرسون بينما هم متزوجون ومنهم من ينجح في الموازنة ومنهم من لا يستطيع ، كما أن الزواج نصيب وقدر ... وانتظاره ليس منطقيًا فهو قد يأتي في لحظات غير متوقعة .
أرشح لك أن تكملي الماجستير الخاص بك فانشغالك به سيكون أمرًا إيجابيًا على الصحة النفسية، نجاحك به سيساعد على تقوية ثقتك بالنفس ويقلل من الفراغ الموجود في الحياة .
وإذا أتت الفرصة للزواج بينما تصنعين الماجستير ففكري بمنطقية من ناحية الموازنة بينهم ، وبكل تأكيد هذه الموازنة تعتمد على رؤيتك للشخص الآخر والظروف التي ستحيط بحياتكما معا وهكذا .
ماذا إن طال الإنتظار وأحزنك الفراغ والتفكير فى الماضى أنصحك بإكمال الماجستير مادام هذا طموحك وعاجلاً أم أجلاً سيأتى الزواج إن شاء الله فهو قسمة من الله سبحانه وتعالى كغيره من الأرزاق.
لكن ماذا إذا أتى الزواج بأعبائه الثقيلة وأنتى قد شرعتى فى طريق الماجستير هل ستكملين الطريقين سوياً أم تتخلى عن الماجستير لأجل الزواج ؟
التعليقات