عندي اهداف كثيرة و لكن كسلي و خمولي و عدم وجود الارادة تمنعني عن تحقيق الاهداف فأنا كبيرة في السن ، كيف تكون عندي الارادة لتحقيق اهدافي و انا في هذا السن بعد عدم تحقيقها في سن الشباب؟ ابلغ من العمر ٣٤
عدم وجود الإرادة، ما الحل؟
يبدو أنّ المحتوى المرئي الذي نتابعه على وسائل التواصل الإجتماعي والتلفزيون غيّر أفكارنا القديمة كبشر، بإنّ العجز والشيخوخة قد يأتون في سن الـ90 مثلاً أو لا يأتوا حتى، ليتيح لنا هذا العصر الشعور بالثلاثين بذات المشاعر التي قد مرّ عليها رجل في التسعين من عمره في عصر سابق!
أنصح حضرتك فقط بالتفكّر بالسؤال التالي: لنفرض أنّك قمتِ بالخطأ والتجربة والخطأ والمحاولة والخطأ ل10 سنوات متتالية من الأن، كم سيكون عمرك؟
فقط 44، أي قد يتبقى لك على الأقل 44 سنة وسطياً للعيش والتمتّع حتى بعد مرور 10 سنوات من التجربة وارتكاب المحاولات والخطأ! أنصح حضرتك بالتوقّف بالتفكير بهذا الأمر والتفكير عكسياً، ماذا لو قمت بالتوقف والإحباط وممارسة الخمول، هل أستطيع فعلاً تقضية عمري الكامل كله في هذا الأمر؟ أيّهم أنفع فعلاً الحل الأول أو الثاني، تصوّر الحل الأول أو الثاني؟
يبدو أنّ المحتوى المرئي الذي نتابعه على وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون غيّر أفكارنا القديمة كبشر
المحتوى الذي نشاهده ونستمع له غير أفكارنا وسلوكاتنا أصبحنا نجد شباب في العشرين يفكر بأن قطار العمل فاته، في مناقشة لي مع شاب عن العمل الحر قال لي أنه ليس له مهارة وهو الآن في سن 25 سنة الصراحة تفاجأت من تفكيره جدا.
في أحد المرات استمعت لرجل في 80 سنة من عمره حصل على الدكتوراه في علم الاجتماع على ما اعتقد بعد أن مر بظروف صحية صعبة ونفسية مرهقة، الطبيب الذي كان يعالجه نصحه بمواصلة الدراسة التي كانت حلمه وتخلى عنها في الماضي، الشخص أخبر الجمهور أنه رفض هذا الأمر وقال له أنني كبرت في السن والآن عمري 74 سنة وأنا على مقربة من 80 فأخبره الطبيب هل من الأفضل أن تبلغ سن 80 مع الدكتوراه أو بدونها، بعد هذا قرر مواصلة الدراسة ونجح وكان جد سعيد.
تماماً كما حصل معي مرّة، كنت في الجامعة، كنت مع صديق يشتكي لهُ سوء حظه في الحياة لإنهُ اضطر للرسوب بفرق مادة واحدة، وسيجعله الأمر يعيد سنة كاملة، وكيف أنّ عمره قد ضاع منه الكثير بهذه الحركة وقد تأخر على الكثير من الأمور، المفارقة كانت عندما جلس في الإمتحان وأمامه إمرأة في الخمسين من عمرها تقوم بدراسة الباكالوريوس لأول مرة بحماس منقطع النظير وكأنّ من خلفها هو الكبير فعلاً!
التعليقات