أنا أسماء أخصائية نفسية ولدي خبرة 4 أعوام في تقديم الجلسات النفسية للأفراد إضافة إلى ذلك أقدم محاضرات وورش في موضوعات الصحة النفسية المختلفة.. درست في كلية الآداب قسم علم النفس ومرت علي فترة كنت لا أعرف من أين أبدأ وما الخطوة التي إن أخذتها لن تكون خاطئة أو على الأقل لو كان مقدار الاستفادة قليل فلن أندم.. الدورات التدريبية والدبلومات في علم النفس مكلفة جدا وهذا كان عامل مهم في التأثير على قرار البداية ولكني بدأت الطريق من دراسة العلاج المعرفي السلوكي دراسة مفصلة ثم بعدها انطلقت إلى مسار الدراسة والممارسة مع بعضهما البعض.. وأنا هنا لأجاوب على أسئلتكم واستفساراتكم ::)
أنا أسماء حسونة أخصائية نفسية تخصص (بالغين ومراهقين)
أولاً أهنئك أستاذة أسماء على رحلة الكفاح الواضحة من أجل التعلم
ثانياً أسمحي لي بسؤال مهم طرأ برأسي حيال الوضع الراهن : ما الأساليب التي يلجأ لها الأعداء في الحروب النفسية ضد شعوبنا وكيف يمكنك تنمية الوعي لدي الأفراد لمواجهة تلك النوعية من الحروب النفسية التي تظهر له في كل شيء في الهاتف في التلفاز في وسائل الموصلات .. في كل شيء تقريباً.
ثالثاً : هو سؤال خاص جداً : أحد أطفال شقيقتي طفل شقي للغاية بعمر 8 سنوات فهو يقوم دوماً بالتمرد على والدته وسبها في بعض الأحيان وضرب أشقائه والهرب من المنزل .. رغم أننا كنا حريصين جداً في تربيته وقد تم عقابه بكل أساليب العقاب وتشجيعه على فعل الصواب بكل أنواع المكافأت ( وهو طفل عند الحديث معه) لا يظهر أي علامات للشقاوة فهو هادئ نوعاً وطيب للغاية أغلب الوقت .. ولكن تظهر تلك الشقاوة بشكل مفاجئ وفي أوقات لا يمكن التنبأ بها .
أولا.. شكرا جزيلا لكلامك اللطيف
ثانيا.. تمرير الأفكار عبر السنين بالقوة التي لا تهزم/ بأننا متفرقون ولن نصل إلى ما وصلوا إليه/.. إلى غير ذلك من أفكار.. تمرير هذه الأفكار على مر الزمان يجعلنا فعلا نعتقد بها ويخلق داخلنا شعورا بالعجز والخوف.. ربما يبدأ الحل أيضا من الأفكار أن نمرر نحن على الجانب الآخر الأفكار التي تمثلنا حقا وليست التي تُزرع فينا رغما عنا
ثالثا.. ليس من تخصصي الأطفال ولكني أرشح لك دورة في التربية الإيجابية لمنة صلاح نجم موجودة على يوتيوب وهناك أدوات مهمة جدا مثل (تعريف المشاعر/ العواقب المنطقية والعواقب الطبيعية/ شفرة إساءة السلوك) ربما هذه الأدوات تساعد في حل الذي تواجهونه من مشكلات مع طفلكم العنيد :))
أه وقراءة سمات المرحلة أمر مهم جدا تجد الكلام عن هذه السمات في كتابة علم نفس النمو والمراهقة لدكتور حامد عبد السلام زهران
نصائح قيمة بالفعل سأحرص على تدوينها والبحث عنها وفيما يخص يؤال الأول وردك بهذا الرد:
ربما يبدأ الحل أيضا من الأفكار أن نمرر نحن على الجانب الآخر الأفكار التي تمثلنا حقا وليست التي تُزرع فينا رغما عنا
هو حل ذكي جداً ولكن برأيك الخاص كيف يمكننا تمرير أفكارنا للطرف الآخر الذي بالفعل يسيطر على كل شيء من التقنية والقوة الناعمة إلى القوة الغاشمة بالشكل الذي لن يجعل الطرف الثاني يسمح بتمرير أفكارنا إلى شعوبه من الأساس؟
أظن أن أبدأ بنفسي وأفكاري ثم فعل ما يمكنني فعله في دائرة تأثيري.. ربما يكون حل بدائي ولكنه قدر الوُسع. ومن استطاع أكثر فعل
بالعكس أنا أرى في ذلك الحل أستاذة أسماء الحل الصحيح فكلاً منا إن بدأ بالتأثير في محيطه ولو بأقل القليل سيعمل هذا تأثير عظيم ولكن ليس بالضرورة على المدى القريب . ولكن سيكون بشكل مؤكد بتوفيق الله على المدى البعيد فالتغيير أولاً يبدأ من الداخل ثم يتوسع ليصل إلى الخارج بالتدريج.
نعم هو بالفعل تأثير الفراشة مصطلح دقيق جداً لوصف الفكرة التي قلتها .. ولكن هل حقاً يمكن أن يؤمن العالم بتأثير الفراشة ؟
في واحدة من روايتي تحمل عنوان قبل أن تسقط الوردة كنت أطرح تلك الفكرة بالتحديد من خلال ثلاثة أصدقاء آمنوا أنهم قادرون على تغيير العالم بوردة فقام كلاً منهم بصفة يومية بالذهاب لشخص لا يعرفه وقام بإهداءه وردة تاركاً معها رسالة بسيطة (الوردة دي من واحد بيحبك) ... وتنطلق الأحداث وفقاً لهذا الفعل البسيط الذي يجعل محيطهم يتأثر ويتسع رغم قسوة العالم وعدم نجاحهم أغلب الوقت ... ولكن هذه قصة كتبتها منذ فترة طويلة للغاية .. وأنا أرى العالم الحالي أشد قسوة وأكثر سطحية ونفعية .. لدرجة جعلتني أرى الرواية كما لو إنها رواية خيالية غير قابلة للتحقيق .. ولكني لا أزال أحبها وأحب فكرتها رغم كل شيء.
التعليقات