من يتابع مساهماتي يعرف أنني أميل لمناقشة الموضوعات النفسية والمرتبطة بالصحة العقلية دائمًا، وقد كتبت العديد من الموضوعات في هذا المجال، لكنني أردت في هذه المساهمة إضافة أنني أعمل في مجال الكتابة الشبحية أيضًا، لذا؛ أنا أرحب بمناقشاتكم وأسئلتكم، ويسعدني الرد عليها في أي وقت، وشكرا ل @azow لأنه رشحني لكتابة مساهمة في هذا المجتمع.
أنا إيريني نبيل، مهتمة بكل ما يخص الطب النفسي، وأعمل في مجال الكتابة الشبحية، اسألني ما شئت
مرحبًا الاء، وشكرًا على تعليقك
في البداية الشراهة الحادة أو انعدام الأكل (اضطرابات الأكل) قد يكون مرتبط بالحالة الشعورية للشخص، لذا من الضروري فهم السبب المصاحب لكلاهما، فمثلًا هل انعدام الأكل مرتبط بفترات من التوتر أم وجود أزمات عاطفية أو مالية أو أي مشكلات سابقة، أو أن الأمر مرتبط بعامل نفسي: كالتخوف من زيادة وزن الجسم بطريقة هيستيرية (من وجهة نظر الآخرين)، لذا؛ سأضع لكِ بعض الأنظمة التي قد تساعد في تنظيم حالة الشراهة التي تصاحب التوتر والضغط فقط، لكن هناك حالات أخرى تتطلب التحدث إلى مختص للتحدث عن العوامل النفسية.
الحلول كلها يمكن للشخص تجربتها بمفرده:
1- الاحتفاظ بمذكرة يضع فيها تفاصيل تناوله للطعام من: متى يأكل؟ ماذا يتناول؟ ما الكمية في كل مرة؟ هل الأكل مرتبط بشعوره بالجوع أم يلي حالة من المشاعر (ملل، حزن، توتر، ضغط) بمعنى أنه لا يأكل بسبب الجوع، بل يأكل للتهرب من تلك المشاعر، كتابة تلك التفاصيل يساعد في فهم الشخص لنمط تناوله للطعام، ويعي تصفاته.
2- في حالات التوتر الشديدة التي ستجعله يلجأ للطعام، هنا يترك المنزل ويذهب لممارسة الرياضة، المشي، الجري، أي فعل يلهيه في تلك اللحظة عن تناوله للطعام، من ناحية ستغير مزاجه للأفضل، ومن ناحية أخرى يسيطر على الشراهة.
3- تحديد سبب الجوع: هل جسدي أم بسبب العواطف؟ بمعنى أنني مثلًا تناولت الطعام من ساعتين، فليس طبيعيًا أن أشعر بالجوع الشديد الآن، فهنا أفهم أن مشكلتي سببها توتر، لذا سألجأ للحل الثاني وهو الابتعاد قدر الإمكان عن المنزل حتى تهدأ العواطف.
4- يمكن التحدث إلى أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة المقربين والحصول على دعمه في وضع خطة مناسبة للشراهة، يعني بمجرد الشعور بالدخول في تلك الحالة، يمكن الإتصال به والتحدث إليه عن شعوري وعن المشكلة التي أواجهها، وبمجرد فعل ذلك، سيزول التوتر وتهدأ حاجتي العاطفية لتناول الطعام، شخصيًا أجد أن الحصول على الدعم هو أفضل وسيلة ممكنة للتخلص من مشاعر الغضب والتوتر.
5- عدم الاحتفاظ بأي أطعمة جاهزة (حلويات- أطعمة سريعة- مشروبات غازية- آيس كريم- وأي مأكولات سريعة التحضير) هذا سيؤجل فكرة الحصول على الطعام بسرعة حتى تهدأ المشاعر، وإذا كنت سأذهب لشراء حاجات للمنزل، سأتجنب تمامًا النزول في هذا الوقت.
6- تجنب الوصول لمرحلة الحرمان التام: لا مشكلة من تناول أطعمة نحبها بين الحين والآخر، يفضل أن نضع روتين لذلك، بحيث يتوقع الجسم أنه سيحصل على مكافأة في موعد محدد وليس طريقة للتعامل مع المشاعر.
7- أخيرًا، ماذا لو شعرت بهذا الجوع المفاجئ؟ هنا أجهز دائمًا وجبات صحية يمكن تناولها بكميات مناسبة (فاكهة، خضراوات، مكسرات، أي نوع من السلطات، كل ذلك سيجعلني ألجا للصحي، لأني من الأساس لم أترك مساحة لتواجد الأطعمة التي أهرب إليها عادة)
مع الحفاظ على تلك العادات، سأتمكن من معرفة النمط الذي يحفز شراهتي وعليه التصرف بسلوكيات محددة في كل مرة للسيطرة على كل موقف على حدة، لو هناك تفاصيل تريدي مناقشتها بشان سبب انعدام الطعام، يمكننا التناقش فيها.
التعليقات