من يتابع مساهماتي يعرف أنني أميل لمناقشة الموضوعات النفسية والمرتبطة بالصحة العقلية دائمًا، وقد كتبت العديد من الموضوعات في هذا المجال، لكنني أردت في هذه المساهمة إضافة أنني أعمل في مجال الكتابة الشبحية أيضًا، لذا؛ أنا أرحب بمناقشاتكم وأسئلتكم، ويسعدني الرد عليها في أي وقت، وشكرا ل @azow لأنه رشحني لكتابة مساهمة في هذا المجتمع.
أنا إيريني نبيل، مهتمة بكل ما يخص الطب النفسي، وأعمل في مجال الكتابة الشبحية، اسألني ما شئت
كيف ترين دور الأدوية النفسية في علاج الأمراض النفسية المزمنة، وهل تعتقدين أنها تكفي بمفردها أم يجب دمجها مع العلاج النفسي؟
هذا سؤال مهم جدًا جدًا، لنضع أولًا سبب تجنب البعض للأدوية النفسية، أو تناولها ثم الرغبة في التوقف عنها، الآثار الجانبية تتمثل في (أرق، مشكلات في الرغبة والقدرة الجنسية، تقلبات مزاجية، مشكلات في حركة الأمعاء، زيادة الوزن، الدوخة وغيرها) بالطبع لا تحدث الأعراض جميعها لكل الأدوية ومع كل الأشخاص، ولكني أوضح سبب مخاوف البعض منها.
نأتي لنقطة أخرى مهمة، ما أمثلة الأمراض النفسية المزمنة؟ اضطرابات الاكتئاب، اضطرابات القلق، الفصام، اضطراب ثنائي القطب، اضطراب كرب ما بعد الصدمة. تلك الاضطرابات وغيرها يميزها عنصر أساسي وهو خلل في المواد الكيميائية (نواقل عصبية) داخل الدماغ، بالإضافة إلى بعض التغييرات الفعلية في أجزاء الدماغ (كما في حالة اضطراب ما بعد الصدمة) ووجود تغييرات في نشاط مراكز المخ، عن الشخص الطبيعي.
إذًا؛ الهدف هنا من الدواء هو المساعدة في تنظيم الخلل في النواقل العصبية، حتى يتمكن المريض من ممارسة حياته بشكل شبه طبيعي، لاحظ أن الحالات المزمنة غالبًا ما تراودها أفكار انتحارية في أوقات مختلفة، وإذا لم يتمكنوا من السيطرة على أعراض اضطراباتهم، قد تتحول الأفكار إلى أفعال.
هل هذا يعني أن العلاج الدوائي هو الحل بمفرده، الإجابة هي لا، الدعم من الأسرة والعائلة أهميته لا تقل عن التأثير الدوائي، إتباع إرشادات الطبيب النفسي والالتزام بروتين يحفز العقل ويساعد الشخص للتحكم في أعراض المرض قدر الإمكان، بالطبع هذا بجانب الابتعاد عن أي مسببات للتوتر، ووضع سيناريوهات مع الطبيب للتعامل معها إذا حدثت. كما أن العلاج بالفن (أحد أنواع العلاجات النفسية) يساعد جدًا في تنظيم المشاعر لدى المرضى، والتعبير عما بداخلهم من خلال رسوماتهم.
في الأخير، الأمراض المزمنة لا يوجد لها علاج نهائي حتى بالأدوية، لكن أهم شيء هو رغبة صاحبها في العلاج والتحسن، وهذا لن يحدث سوى بالحصول على الدعم الكافي ممن حوله. وأريد التنوية على نقطة مهمة جدًا، الانقطاع عن تناول الأدوية أمر يحدث مع بعض المرضى بسبب الآثار الجانبية، وهو أمر خطير، لأن تلك الأدوية لها نظام لسحبها من الجسم (عن طريق الجرعات) وهذا لا يحدث سوى باستشارة الطبيب النفسي فقط.
التعليقات