السلام عليكم، ورحمة الله تعالى و بركاته.
معكم د،خالد. ماجستير في السوسيولسانيات، أستاذ اللغة العربية، باحث أكاديمي في مجال علم النفس التربوي، مدقق لغوي، لدي تجربة متواضعة، تقدر بعشر سنوات.
يمكنم طرح أي سؤال، مرتبط بجانبي المهني و سأجيبكم إن شاء الله
شكرا لمبادرتك،
وفقا لخبرتك كمدرس وبحثك في علم النفس التربوي، ما هي أهم العوامل التي يجب أن تؤخذ بالاعتبار لإنجاح العملية التعليمية؟
وإن كنت بمصر، ما رأيك بإلغاء مواد مثل علم النفس والجيولوجيا من مناهج الثانوية العامة؟
ترتكز العمليّة التعلميّة التعلّيميّة آنسة نورا، على ثلاث عوامل أساسية وهي: أولها النضج ( جسمي، عقلي)، ثانيها ما يسمى بدافعية للتعلّم. أما الركيزة الأخيرة فهي المهمة التعليمية. و أي خلل في هذه العوامل الثلاث يؤدي إلى فشل العملية التعليميّة برمتها، فهي مرتكزات أساسية يجب أن تسير بتوازن فيما بينها وفي نفس الاتجاه والسرعة، وألا يطغى جانب على الجانب آخر. كما أنّ المعلم من أهم العوامل التي تُساهم في إنجاح العملية التعليمية، فهو الذي يُعين الطالب على التعليم، لذلك فإنّ أدواره عديدة ومتداخلة تتغير بتغير الظروف ومتطلبات المجتمع الدراسي، كما أنه اللبنة الأساسية في المدرسة، والقدوة الحسنة لطلبته.
أما فيما يخص السؤال الثاني، فشخصيا لست مستقرا بمصر ، و لكن حسب - رأيي الخاص - تغيير المواد و المناهج بشكل عام يجب أن يتوافق مع التطورات الجديدة، داخل المجتمع. لا ضرر في اعتماد مواد التسويق والتنمية البشرية والموارد البشرية وعلوم الاتصال والاختصاصات المهمة جدا في سوق العمل ، كونها ستقدم إضافة نوعية للمجتمع المصري و الطالب أيضا. مع مراعاة أن المبادئ والأفكار التي تحكم حياتنا وحياة غيرنا ليست مبادئ هندسية أو كيميائية أو بيولوجية، وإنما أيديولوجيات ورؤى ومعتقدات وقِيم أخلاقية بعضها فلسفي وبعضها ديني؛ ما يعني أنه لا بد للعلم أن يهتدي بمرجعية أخلاقية قائمة على الآداب والعلوم الإنسانية، لتجنب الأمراض الاجتماعية.
ثانيها ما يسمى بدافعية للتعلّم.
هذه نقطة مهمة فعلا وصعبة، كيف نخلق هذه الدافعية خاصة عند الأطفال الصغار الذين يتأففون دوما من ضغط الدراسة؟
يرفض الكثير من الأطفال ممارسة نشاط التعلم، سواء في المدرسة أو في البيت. والسبب في كثير من الأحيان يعود لانخفاض دافع للتعلم، فالدافعية هي: الحافز أو المحرك لقيام الشخص بسلوكٍ ما، والدافع هو: إحساس أو سلوك يجعل الإنسان يتخذ قراراته، فهو الذي يحدد أهداف سلوك الإنسان، فلا سلوك دون دافع، فالإنسان يأكل الطعام؛ كي يحصل على الطاقة؛ ليمارس أنشطة حياته، ويتناول الدواء على الرغم من طعمة المُر؛ أملًا في الشفاء.
تتداخل الدافعية مع عوامل عديدة، كاهتمامات الطفل وقدراته و مهاراته، ووجود صعوبات تعلم أو نشاط زائد وتشتت انتباه لديه، بالإضافة إلى العديد من العوامل البيئية، مثل: جودة التعليم المدرسي، والنماذج التي تحيط به، والخبرات التي يمر بها. وللتعامل مع انخفاض الدافعية، يجب التعامل مع هذه المشكلة ضمن مستويين، المستوى الأول: يتعامل مع الأعراض الظاهرة، ويقدم حلولًا قد تعتبر إلى حدٍّ ما حلولًا سريعة قصيرة الأمد، والمستوى الثاني: يجب التعامل مع الحالة بشكل عميق يدرس الأسباب بشكل دقيق ومفصل من الناحية (الطبية والاجتماعية والتعليمية)، هذا الحل طويل الأمد، لكن أثر نتائجه أقوى ومستمرة بشكل أطول. وعند الحديث عن الدافع، لا بدّ من ربطه بسلوك؛ كي يسهل قياسه والتحكم به، فيمكن القول عند الحديث عن انخفاض دافعية الطالب للتعلم: (إن تحصيله في مهارة القراءة في انخفاض)، (ونسبة غيابه عن المدرسة في ازدياد)، (وعدد الأسئلة التي يتركها دون حلّ في الاختبارات عديدة “50%”)..
التعليقات