لعنة الزمن المسروق: رعب حقيقي الجزء الثاني
حتى تتابع هذه القصة وتفهمها جيداً لا بد من مراجعة الجزء الأول بعنوان: لعنة الهاتف المسروق: رعب حقيقي الجزء الأول
بعد الحادث المشؤوم، كانت الساعة الذهبية هي الغنيمة الثانية التي سُرقت. الشخص الذي أخذها كان يُدعى "أميت"، وهو رجل يعاني من الهوس بالوقت والدقة، كان لديه دائمًا شغف بالآلات الدقيقة، والساعات الفاخرة كانت أكثر ما يثير اهتمامه. عندما رأى الساعة الذهبية تتدلى من معصم الضحية في الحادث، لم يستطع مقاومة إغراءها. كانت ساعة قديمة، ولكنها ذات قيمة كبيرة، مرصعة بالأحجار الكريمة، ومُزينة بتصميمات منقوشة بدقة. أخذها في لحظة سريعة، مخفيًا إياها داخل جيبه، متأكدًا أنها ستكون مفتاح ثرائه.
عاد أميت إلى منزله في تلك الليلة،
مستعدًا لتفحص الساعة والاستمتاع بها. كان يُخطط لبيعها لاحقًا بأعلى سعر ممكن، ولكن الفضول غلبه، وأراد أن يرتديها أولًا. وضع الساعة على معصمه وشعر بالفخر والتفاخر، لكن، ما أن لامست الساعة جلده، حتى شعر بوخزة غريبة في يده. تجاهل ذلك على الفور، معتقدًا أنه مجرد وهم، ولكنه لم يكن وهمًا.
في تلك الليلة، حين استعد للنوم، شعر بشيء غير مألوف. كانت الغرفة هادئة على نحو غير مريح. عقارب الساعة على الجدار لم تكن تتحرك. اعتقد في البداية أن البطاريات قد نفدت، لكنه اكتشف أن كل ساعة في منزله توقفت عند نفس اللحظة. كانت جميعها تشير إلى نفس الوقت: الثانية عشرة بعد منتصف الليل بالضبط.
حاول ألا يعطي الأمر أهمية،
وتجاهله وهو يذهب إلى سريره. ولكن حينما أغمض عينيه، شعر بشيء ثقيل يجثم على صدره. فتح عينيه ببطء ليجد نفسه في مكان مختلف تمامًا. لم يكن في غرفته بعد الآن، بل في شارع مهجور مظلم، كل شيء ساكن، والهواء ثقيل كأنه يغطيه غبار الزمن نفسه. لم يكن هناك أي صوت سوى تكتكة ساعة خافتة تأتي من مكان غير معروف.
حاول أميت التحرك، ولكنه شعر أن الزمن نفسه يحيط به، ثقيل وثابت، كأنه محبوس في لحظة أبدية. نظر إلى معصمه، ليرى الساعة الذهبية تشع ضوءًا غريبًا. عقاربها كانت تتحرك بسرعة غريبة، كما لو كانت تحسب الوقت بشكل معكوس، تتحرك إلى الخلف بسرعة مخيفة. وكلما تحركت عقارب الساعة، شعر أميت بثقل الزمن يُحكم قبضته عليه. كان عاجزًا عن التنفس، وكأن الزمن نفسه بدأ يلتف حول جسده.
في اليوم التالي،
استيقظ أميت على سريره، ولكن شيئًا ما كان مختلفًا. الوقت لم يتحرك منذ الليلة السابقة. كل الساعات حوله لا تزال تشير إلى الثانية عشرة بعد منتصف الليل. كان يشعر بأنه قد عاش تلك اللحظة مرارًا وتكرارًا، كما لو كان محبوسًا في دائرة زمنية لا مخرج منها.
ومع مرور الأيام، بدأت أعراض غريبة تظهر على أميت. كلما حاول الابتعاد عن الساعة أو خلعها، كان يشعر وكأن الزمن نفسه ينهار حوله. كانت الأشياء تتحرك ببطء شديد أمامه، وكأن كل شيء من حوله يغرق في بحر من الزمن المتجمد. الناس في الشارع، السيارات، حتى أصوات الحياة العادية أصبحت بطيئة، وكأنها مشوهة بفعل قوة غامضة.
وذات ليلة،
قرر أميت أن يتخلص من الساعة مرة واحدة وللأبد. صعد إلى سطح المبنى الذي يسكن فيه، ونظر إلى المدينة التي بدت وكأنها محبوسة في صمت غريب. أمسك بالساعة بقوة، وهمّ برميها بعيدًا. لكن، وقبل أن يتمكن من التخلص منها، شعر بيد باردة تمسك بذراعه. التفت بسرعة ليرى رجلًا عجوزًا يقف بجانبه. كان الرجل يرتدي ملابس قديمة وممزقة، وعيناه مليئتان بالحزن واليأس.
قال الرجل بصوت بارد ومخيف: "الزمن ليس لعبة يا بني... ما أخذته ليس مجرد ساعة، إنه بوابة للزمن ذاته."
حاول أميت الإفلات من قبضة الرجل،
ولكن بلا جدوى. شعر وكأن قوته تتلاشى مع كل لحظة تمر. كان الزمن حوله يتسارع ويتباطأ بطريقة مرعبة. فجأة، بدأت الأرض تحت قدميه تهتز، وكأنها تُسحب نحو هاوية لا نهاية لها. رأى في لحظات سريعة لمحات من الماضي والمستقبل، أشخاص لا يعرفهم، أماكن لم يزرها أبدًا، وأحداث لم تحدث بعد. كان الزمن يبتلعه، يحطم وعيه، ويمزق إدراكه للواقع.
أدرك أميت أنه محبوس في دائرة زمنية لا يستطيع الخروج منها. كلما حاول الهروب، كانت الساعة تعيده إلى نفس اللحظة، الثانية عشرة بعد منتصف الليل، إلى نفس المكان المظلم حيث بدأ كل شيء. لا شيء كان يتحرك بشكل طبيعي، وكأن العالم بأسره قد توقف. أدرك أنه أصبح سجينًا للزمن المسروق، وأن لعنة الساعة لن تتركه أبدًا.
مرت الأيام، والأسابيع، وربما السنوات، دون أن يتحرك شيء. ظل أميت يعيش نفس اللحظة مرارًا وتكرارًا، محبوسًا في جسده وفي الزمن نفسه. لم يعد يستطيع التمييز بين الليل والنهار، بين الماضي والمستقبل. أصبح كل شيء مجرد دائرة مغلقة، تتكرر بلا نهاية.
وفي إحدى الليالي،
بينما كان جالسًا في زاوية غرفته المهجورة، مستسلمًا لمصيره، سمع تكتكة الساعة مجددًا. هذه المرة، لم تكن مجرد صوت. كانت عقارب الساعة تتحرك، ولكنها لم تكن تعود إلى الوراء كما كانت من قبل. بدأت تتحرك للأمام، وبسرعة مخيفة. شعر أميت بأن الزمن قد بدأ ينفلت من قبضته، وكأن كل شيء يسير نحو نهاية محتومة.
وفجأة، توقفت الساعة. كانت تشير إلى الثانية عشرة تمامًا، ولكن هذه المرة كانت النهاية. شعر أميت بشيء يسحبه بعيدًا، وكأن الزمن نفسه قد طواه. وفي صباح اليوم التالي، وُجد جسد أميت في غرفته، وقد توقفت جميع الساعات حوله، ووجهه كان جامدًا وكأنه قد عاش ألف عام.
الناس قالوا إنه أصيب بالجنون، ولكن قلة منهم أدركوا الحقيقة: أن الزمن قد أخذه، وأن لعنة الساعة الذهبية كانت أقوى من أي شيء يمكن للعقل البشري فهمه.
إنتظر يا صديقي الجزء الثالث من:لعنة الهاتف المسروق: رعب حقيقي .. ولعنة الزمن المسروق: رعب حقيقي.