في اليوم التالي إستيقظت صافي على رقم فؤاد في الصباح الباكر..

صباح الخير يا هناء "فؤاد يتحدث"

الرقم خطأ لا يوجد أحد بهذا الإسم "صافي تتحدث"

لا أنا على يقين بوجود هناء و أنا أُحادثها الآن "فؤاد"

فؤاد إنها الثالثه صباحاً "صافي"، وأغلقت الهاتف

ظل فؤاد يتصل حتى وقت الظهيره و لم يكل.. حتى أنه وصل لمنزلها و بدأ في الطرق..

صافي صافي أنا بالخارج ماذا عن كوب القهوه "يتحدث فؤاد"

نهضت صافي من سريرها تتنهد بما أوقعت نفسها به ، كانت حياتها هادئه خاليه من الصراخ الواقع أمام باب بيتها حالياً..

تركت صافي فؤاد قرب الساعه أو الساعتين لم تحسبها حتى، كانت قد استعدت بالفعل لإستقبال يومها من جديد بعيداً عن صراخ فؤاد الذي لم يتعب للحظه من نقر بابها..

حتى فتحت الباب لها و استقبلته بوجه متهجم مشيره له بألا يتحدث.. إنه الصباح مازال و لا تريد ما يعكره أكثر من ضجيجه..

ذهبا سوياً لمكان تُطلق عليه صافي الملجأ.. فهو ملجأها من الحياه ، تحتسي كوب قهوتها الداكنه أمام سكون النهر و صوت العصافير.. و بإضاءه شمس محجوبه من مظله كبيره فوقها حتى نطقت أولى كلماتها.. "صباح الخير"

يااه إنها الثانيه بعد الظهر مساء الخير يا صافي "فؤاد المتحدث"

ضحكت صافي بهدوء و هي تنظر له كيف يمكن لشخص أن يتأقلم بتلك السرعه على وجود شخص بحياته و لا يشك للحظه به أو حتى بنفسه..

لم تدع صافي تِلك الأفكار تُعكر صفو ذهنها الحالي كالسابق.. كعهد السابق!

تبادل كلاً منهما الحديث عن الحياه مره و عن عِلم النفس تاره و عن أهليهما أُخرى.. حتى أتى السؤال المزعوم!

إسمحي لي أن اتطفل و أسألك عن حياتك في السابق دعيني أقرأك و أُحلل حياتك من واقع كلماتك "تحدث فؤاد"

أخذت صافي تنهيده عرف لحظتها فؤاد أن هُناك ما يُثقل كتفيها ربما موقف.. ربما شخص..

لكنها لم تتحدث ظلت صامته بعد التنهيده، لكن صمتها كان مُحاوله في السيطره على ما سيحدث بعد الحديث..

... ياسر....

"سأل فؤاد" من؟!

"ردت صافي" لا لا أحد سأرحل الآن

" تحدث فؤاد" صافي صافي لحظه انتظري من ياسر

كلاً ظل يُهرول مُسرعاً أحدهم خلف الآخر ،حتى تخلى فؤاد عن الركض و تركها..

ظل يسأل نفسه من ياسر و ما العلاقه بينهم تجعلها تأخذ تِلك التنهيده العميقه، أعتقد أنه حبيبها السابق حتماً

مر يوم و الآخر محاولات بائسه من فؤاد للوصول لصافي.. لا رد على هاتف و لا استجابه لنقر الباب، حتى الرسائل الإلكترونيه تراها و لا ترد...

إختفت صافي في ظروف غامضه مُتعلقه بإسم ياسر..

بطبع فؤاد لا يوقف حياته على شئ حتى العلاقات، لما عاناه في صغره من حدة أب و اُم مهمله كان عليه أن يبني شخصيته بنفسه.. و قد فعل

بعد حوالي الشهر أو ما يزيد ظهرت صافي شاحبه فاقده للكثير من وزنها، تكاد ترى مرضها من لون شفاهها البيضاء... لا تقوى علي الوقوف لبضع دقائق..

ما أن لمحها فؤاد حتى هرع لها كالقط وقت رؤيا صاحبه..

"ما عُدتِ صافيه يا صافي ماذا حدث ؟" فؤاد

"لا شئ" صافي

"لا شئ!! اتمتلكين مرآه بمنزلك أنتي شاحبه حد الموت يا آنسه" فؤاد

لم ينتهي فؤاد من جملته حتى سقطت صافي مغشياً عليها أو ما يُمكن فاقده للقليل من الوعي

و مع ذلك تنطق بالقليل تكاد تسمعها..

"سألتني عن كل شئ بحياتي سألتني عن فؤادي سألتني عن هالكي سألتني عن من تحمل كل شئ لأجلي "صافي

في وقت هرع الناس للمساعده و حمل فؤاد لصافي حتى أخرجت باقي كلماتها، هو ليس بصديقها و لا زميلها ياسر و لا حتى جارها..

"ياسر أبي و أنا في طريقي إليه، إنه هُناك عند الزاويه أنا آتيه"صافي

..