بعد الحرب النهائية بين ممالك الجن، توجهت الملائكة الى الأرض، وجدونى جالسا خلف شجرة ابكي، حملونى وأخذونى فى أعلى ملكوت السماوات .. تمت رعايتي من قبل الملائكة، وجعلونى منهم ولم يعلموا أن ذاك الطفل عندما يكبر سيصبح الشيطان لوسيفر..

بعد سنوات عديدة وجدت جسد آدم، حينها علمت أن الله يهيئ لأمر ما، وبالفعل كان ظني صحيحا، أمر الله بنا أن نجتمع، وقال إنى خالق بشرا من طين، فتعجب الملائكة وقالوا متسائلين: ألم يفسد الجن من قبل فى الأرض فلماذا تخلق خلقا جديدا ونحن نعبدك ونسبحك بالليل والنهار؟، فقال إنى أعلم ما لا تعلمون..

وبعد بضع شهور نفخ الله الروح فى آدم وأمر أن نسجد له، فأبيت أن اسجد لهذا الطين النتن، فقال لي الله: لمَ لا تسجد يا إبليس، فقلت: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، فعاتبني الله وأخرجني من ملكوت السماوات، ومن حينها وأنا احمل كرها عظيما لجنس البشر..

بعد أن وسوست لأدم وحواء وأخرجتهم من الجنة، وبعد أن وسوست للعديد من جنس البشر على مدار قرون كثيرة، ها أنا الأن أكمل مهمتي وكل الشياطين تحت أمرى، استطعنا فى ذلك الزمان أن نحدث إنجازا عظيما لم نحدثه من قبل..

أنا إبليس فى الإسلام ولوسيفر فى المسيحية، تعاهدت أمام الله أن أضلكم معشر البشر، وأن أجمع أكبر عدد منكم معى فى نار الرب، أنا أكثر سعادة منكم بتلك التكنولوجيا الحديثة، فقد سهلت عملى جدا، أصبح سهل نشر الشائعات والمنكرات والرذيلة عبر شبكة الإنترنت، زينت لبني البشر أعمالهم، فأصبحت الخمور مشروبات روحية وأصبحت الموسيقى غذاءا للروح..

فى الحقيقة لا يهمنى أحد فى العالم سوى المسلمون، فغيرهم كفر بالله فلن أحتاج إلى شىء منهم أكثر من ذلك، فقط أرشدهم الى عدة معاصى كي يصدروها الى بلاد المسلمين عبر شبكة الإنترنت: الإباحية والشذوذ الجنسي والصداقة بين الجنسين والعلاقات المحرمة خارج إطار الزواج، والأفلام والمسلسلات الرومانسية خارج نطاق الواقع كلها من أفكارى التى وسوست بها للبشر، ثم تركت هؤلاء الكفرة وتوجهت إلى المسلمين وكانت وساوسي عبارة عن: انظر انهم متقدمون لأنهم يفعلون كذا وكذا ، أفعل مثلهم ، ولم أجد صعوبة معهم فى الحقيقة منذ أن نجحت قبل عدة سنوات مضت أن ابعدهم عن القرءان أصبح بعدها كل شىء سهل..

وهذا الذى كان صعبا على فى عصر الصحابة فكان تمسكهم بالقرءان قويا جدا ، فأصبح إيمانهم بقوة صخور الجبال، بل كنت أخشي أن أقترب من بعضهم كعمر بن الخطاب، وكان هذا درسا لى تعلمته، أننى لو أردت أن اغوى هذه الأمة فيجب أن ابعدهم عن كتاب الله..