و لم يكتفي وجهي بامتلاك هذه العيون , فكان لأنفي اعوجاج كما لدى شخص ُضرب ف ُكسر أنفه , أما فمي فلم يكن يعاني من خطب في الحقيقة و لكن ما لحقه الضرر كانت الكلمات التي تخرج منه فكانت تخرج منه متفرقة ضعيفة غير واضحة لا تستطيع توضيح ما يريده فمي من قول , لذا كنت مسخاً بعينين نائمتين و أنف أعوج و لسان ثقيل , لذا لا عجب أن تأتي إلي الأشباح ظانة أنني من طينتها.
في الحقيقة إذا عادت بي ذاكرتي سنين عديدة سابقة , فأنا أتذكر معاملة مختلفة من أبي , كان ينظر إلي أكثر , و كانت نظراته تفيض شفقة و حزن و رأفة عكس ما هو عليه الآن , ربما كان حينها لم يعرف مقدار القبح الذي كنت عليه ؟!
" مت أيها المسخ !".
" أخيراً استسلمت ! " ثم تلاشى نحو قلبي .
نصّ زاخر يا أيمن.. عميق.. عميق للحدّ الذي سلبني الوقت، والتفكير، والتحليل..
عميق لدرجة الابتسام حيناً والتأثر أحياناً، القبول والرفض، الانصياع لشعور الدونية ثم المقاومة من جديد، تداعيات النفس بين الرفض والقبول!!
نصّ لا أقول عنه أقلّ من رائع، بل أكثر من إبداع!!!!
نادراً ما يلفت نظري نصّ يتمكن كاتبه من إقحامك في الأحداث لحتى تشعرها تسكنك، لقد فعلتَ ذلك بقوّة.. أحييك وبقوّة.
التعليقات