الجزء الثاني : مجرى القصّة
قصة : طار الطاووسان إلى الجنوب الشرقي
توقّفت عربة الخيل أمام باب بيت أمّ لان جي ، هي نزلت من العربة و وقفت ، في هذا البيت كثير من الذكريات السعيدة و فيه أشخاص تحبّهم حبّا شديدا ، و لكنّ الآن هي طردت و عادت إليه بمفردها دون الاستقبال ، هي لا أرادت أن تجعل أهلها يشعرون بالحزن و القلق ، و هي رغبت في أن يكون كلّ هذا حلما فقط ليس حقيقيا .
تنفّست لان جي تنفّسا عميقا ثمّ دقت الباب ، فتح الخادم الباب و هو مدهش عندما رأى الصاحبة الصغيرة ، وجري نحو داخل الغرفة لاخبار هذا الخبر. دخلت لان جي الصالة ، هي شعرت بالفضيحة و الحيرة .
صفّقت أمّها بسبب أنها مدهشة شديدة وقالت :
لم أتصوّر أنّك تعودين وحدك دون استقبالنا . علّمتك النسج عندما بلغت ثلاث عشرة سنة من عمرك ، درست الخيط عندما بلغت أربع عشرة سنة من عمرك ، استطعت أن تعزف على القيثار عندما كنت خمس عشرة سنة من عمرك ، عرفت التشريفات عندما كنت ست عشرة سنة من عمرك ، زوّجناك عندما بلغت سبع عشرة سنة من عمرك . أظنّ في الأصل أنّ الذنب لن يتعلّق بك في بيت زوجك ، و حماتك ستحبّك بالتأكيد ، أيّ ذنب عندك الآن ؟ لماذا تعودين إلينا دون استقبالنا ؟
قالت لان جي :
أنا أشعر بالحياء الشديد منكم يا أمّي ، لا يوجد أي ذنب عندي .
حزنت الأم بعد سماع هذا الكلام .
فعاشت لان جي مع أسرتها في البيت ، و تطلّعت إلى عودة زوجها لاستقبالها كلّ يوم . في الصباح هي استيقظت مبكّرا مع صياح الديك ، في الليل هي أرقت و تقلّبت في فراشها ، حتى تظنّ أنّ الحياة تافهة .
في هذه الأيام التي لان جي عاشت في البيت ، تحدّثت مع أهلها كثيرا عن أحوال حياتها في بيت زوجها و معاناتها الشقية ، كل هذه الأحوال جعلت أهلها جميعهم يغضبون شديدا و خاصّة أخاها الكبير .
و هذه الأيام هي شاردة الذهن دائما ، عندما قلّمت أوراق الزهور قصّت كلّ الأوراق و الأزهار ، عندما طرّزت الثوب غرزت الإبرة إصبعها ، عندما نظّمت ورتّبت الغرفة كسرت الزهرية الخزفية ، عندما قدّمت لأبويها الشاي في الصباح أحرقت يدها مياه الشاي الساخنة الفاضية . كأنّ في قلبها وضع شيء ما و هذا الشيء جعلها ألاّ تستطيع التنفّس .
أحيانا عزفت على القيثار و نشدت ، صوت القيثار و النشد لا يقدر على أن يخفي حسرتها و مرارتها .
هي جلست على المقعد في الساحة دائما و هي ذاهلة ، شاهدت السماء الزرقاء و السحب البيضاء ، في عينيها حزن و حسرة ، قلبها مثل الأطلال بعد الحريق الشديد .
في يوم من الأيام هي جلست في الساحة كالعادة ، شعرت بأن صدرها لا يستطيع التنفس فجأة و ما نظرت أي شيء إلا اللون الأسود ، ففقدت وعيها . بعد الاستيقاظ كان سيماء وجهها شاحب هزيل . هى تكاد تصبح مجنونة بسبب اشتياقها إلى حبيبها .هي نزلت من السرير و فتحت النافذة ، هبّت الريح إلى داخل الغرفة مع رائحة الزهور و التراب العطرية ، المناظر خارج النافذة ساحرة ، و لكن كل هذه الأشياء الحسنة لم تعط لها أي سرور .
على الرغم أنّ لان جي طردت بأم زوجها السابق ، لكنّها مطيعة و مؤدّبة ، مشيتها و ملامحها جميلة و هي صغيرة في السنّ ، فالشخص الذي اقترح الزواج باستمرار ، لا يوجد أيّ شخص رأى أنها ليست جيدة .
بعد أكثر من عشرة أيام منذ عودة لان جي ، أرسل المحافظ وسيط الزواج لاقتراح الزواج من أسرة لان جي . قال الوسيط إنّ الابن الثالث للمحافظ قامته جميلة و فريدة ، عمره ثمان عشرة سنة أو تسع عشرة سنة ، هو رجل فصيح و مثقّف و متفوّق على الآخرين في المجال الأدبي .
عندما سمعت هذا الكلام أحسّت أم لان جي بالسرور و ارتياح البال ، الآن ربّما تزوّج ابن المحافظة أحسن اختيارها .
هي لا تفهم السبب الذي طردت ابنتها به ، في عينها و عيون الجيران إن لان جي هي فتاة شاطرة مطيعة وقورة . رغم أنها ما ولدت في الأسرة العريقة و لكنّ أسرتهم ليست أسرة فقيرة صغيرة جدا ، زواجها مع جو تتشونغ كينغ منسجم. هذه الانبة مثل الجوهرة في قلبها ، هي رغبت في أن تعيش ابنتها سعيدة طول حياتها. كانت تظنّ أنّ جو تشونغ كنيغ هو رجل وسيم الملامح و مستقيم و مخلص السلوك و مستقبله مشرق ، له قدرة على أن يسعد ابنتها . و كانت تظنّ أنّ حماتها طيبة القلب و لطيفة ، لم يتصوّر عقلها أنها إمرأة عنيفة متعسّفة و تصرّفاتها فظّة متعجرفة .
فقالت الأم لابنتها :
يمكنك قبول هذا الزواج .
أجابت لان جي لأمّها وفي عينيها دموع :
قبل أن أعود إليكم ، نصح لي تشونغ كينغ مراّت ، حلفنا بأنّنا لا ننفصل أبدا ، أنا أحبّه حباّ شديدا و هو أيضا يحبّني عميقا .إذا أخالف محبّته اليوم ، فهذا الزواج ليس مباركا . أرجو منكم رفض هذا الوسيط ، ونناقش هذا الشيء ببطء .
سكتت الأم قليلا و قبضت على يد ابنتها بقوّة و قالت :
بنيّتي ، يا لك من ساذجة النيّة .
أنت قد طردت من أسرته ، حماتك لا تحبّك وهي تعاملك بأسلوب قاس و هي شخص عنيف غشوم ، حتى و لو تعودين إلى ذلك البيت مرّة ثانية لن تعيشي بسعادة ، لا بدّ أن تفعلى الشئون المنزلية كلّ يوم من الفجر إلى أعماق الليل بدون الاستراحة ، أنت كنّتها فعليك أن تعتني بها و تساعديها على معالجة الأشياء في المنزل ، و لكن في الحقيقة هي تتّخذك خادمة أسرتها و قدّمت لك الطلبات غير المعقولة ، و زوجك مشغول كلّ يوم في العمل و نادر العودة إلى البيت ، هل هذه الحياة سعيدة في رأيك ؟
بالإضافة إلى ذلك ، جو تشونغ كينغ هو ابن بارّ ، يطيع أمّه في كل شيء حتى ولو هذا الشيء هو غير صحيح أو غير معقول ، أ ليس كذلك ؟
في هذا العصر ، الأولاد لا بدّ من خضع لأبويهم ، رغم أنه يحبّك بإخلاص القلب ، إذا رفض طلب أمّه و تجاهل كلامها فهو ليس ابنا بارّا ، و سلوكه هذا سيتسبّب إلى شتم الناس ، وسيتيح له تأثيرا سلبيا في حياته العادية و طريقه للموظّف الحكومي .
بنيّتي ، عليك أن تفكّري في حياتك في المستقبل ، لا بد من معرفة أيّ اختيار أحسن ، لا تشتاقي إليه أبدا .
صمتت لان جي ، الدموع سقطت مثل اللآلئ التي انكسر الخيط الذي سلسلها ، قلبها متؤلم مثل الدم نزل منه .
و هي قالت لنفسها صامتة :
حبيبي ،يمكنك أن تطمئنن علىّ ، لن أخالفك أبدا . إذا يرغمني أهلي أن أزوّج الرجل الآخر فسأنهي حياتي .
خرجت أمّها من غرفتها و ذهبت إلى صالة الاستقبال ، وسيط الزواج انتظر في الصالة وقتا طويلا ، قالت الأم له وهي آسفة:
ربّت أسرتنا الفقيرة المعدمة هذه البنت ، هي بنت مطيعة جيّدة في الأصل ، و لكن الآن هي طردت من حماتها و عادت إلى بيتنا مرّة ثانية بعد وقت قصير من الزواج ، هذا شيء مفتقح ، ليست مناسبة لكون زوجة الرجل اللآخر ، كيف تصلح لتزويج ابن المحافظة ؟ أرجو منك أن تذهب إلى الآخرين و تسألهم عن ذلك ، لا نستطيع قبولك هكذا ، أنا آسفة بشدة ، و أرجو منكم أن تفهمونا.
غادر الوسيط بالخيبة ، هو ما فهم سبب رفض أسرة لان جي ، فتمتم في الطريق حتى العودة إلى أسرة المحافظ لإخبار هذا الخبر السيّء .
عندما سمع المحافظ و أهله هذا الخبر غضبوا غضبا شديدا ، زوجة المحافظ ضربت المائدة الخشبية بشدّة و شتمت أسرة لان جي بسبب الغضب .
بعد أيام من مغادرة الوسيط ، رجع مسؤول المحافظة المرسل إلى الولاية لطلب التوجيه من رئيس الولاية .
هو قال :
كنت في الولاية ذكرت البنت المسمّات ليو لان جي أمام الرئيس ، و قلت له أن هذه البنت ولدت في الأسرة التي أبوها موظّف حكومي و قدّمت له بعض أحوالها . ارتضي الرئيس و زوجته على لان جي ارتضاء كثيرا .
و هو قال أيضا :
إنّ الابن الخامس لرئيس الولاية وسيم ملامح الوجه ومتبحّر من العلوم و هو لم يتزوّج حتى الآن . ورئيس الولاية يجعلني أن أكون وسيط الزواج لاقتراح الزواج من أسرة ليو ، و هذه الكلمات أبلغها جو بو .جاء مسؤول المحافظة هذا إلى بيت ليو و قال مباشرة:
في أسرة رئيس الولاية العريس المتفوّق و قد عرفكم أحواله ، رئيس الولاية يريد المصاهرة مع أسرتكم ، فأرسلني إلى بيتكم للقيام بالخطبة . هذا شيء سعيد و نادر المقابلة و صعب الحصول عليه .
أبولان جي جلس بجانب الوسيط و هو صمت بلا أي كلمة و وجهه متجهم ، ما عرف أنّ أيّ كلمة أحسن للقول . لان جي وأخوها جلسا بجانب أمّهما .
أمّ و أبو لان جي كلاهما عرف أن ابنتهما تصرّ على رأي نفسها و لن تقبل هذا الزواج بالتأكيد ، فرفضت أمّها هذا الوسيط و قالت له :
كانت ابنتنا حلفت بأنها لن تزوّج مرّة ثانية أبدا ، أمّها أنا و أبوها كيف نستطيع أن نتكلّم كثيرا ، و لا نستطيع قبول هذا الزواج ، أنا آسفة جدّا .
سمع أخو لان جي كلام أمّه ، انقبض صدره و هو مهموم شديد ، و قال لأخته لان جي :
لماذا لا تفكّرين أكثر قبل التقرير ، كنت متزوجة من مسؤول صغيرة في دائرة لو جيانغ ، مستقبله ليس جيّدا ، و الآن تستطيعين أن تتزوّجي ابن رئيس الولاية. المصير هو جيّد أو سيّء فرقه مثل السماء و الأرض ، إذا تتزوجينه ستتمتّعين بالشرف و الثروة و الحياة السعيدة طول حياتك ، إذا لا تتزوّجين هذا الرجل الجيد المتفوّق ، كيف تعيشين منذ الآن ؟
و هو قال أيضا بعد لحظة:
لا تشتاقي إلى ذلك الموظّف الصغيرو انسيه منذ الآن ، أيّ شيء يستطيع أن يعطيك ؟ الحبّ ؟ هل محبّته أتاحت لك بالحياة السعيدة ؟ لا ، محبّته أتاحت لك الحياة الشقية فقط ، هل تريدين أن تفعلى الشئون المنزلية مثل الخادمة مرّة ثانية ؟ اجعلى ذهنك و عقلك صافيا ! الحياة هي حياة واقعيّة ليست حلما .
رفعت لان جي رأسها و قالت :
أنا أفهم و أدرك كلّ ما تقول يا أخي ، قد غادرت من هذا البيت و تزوّجت قبل ذلك ، و لكن في منتصف الطريق لحياة الزواج عدت إلى بيتك ، يمكنك أن ترتّب كلّ شيء كما تشاء ، كيف أستطيع أن أقرّر بنفسي ؟
على الرغم من أنني حلفت لزوجي السابق من قبل ، لكن أعرف أن التقابل بيننا بعد ذلك اليوم مستحيل إلى الأبد . سأنساه و لن أشتاق إليه أبدا ، يمكننا أن نقبل هذا الزواج فورا و سأتزوّج ابن رئيس الولاية .
أبواها كلاهما مدهش ، و أهلها كلهم مسرورين و خاصّة أباها ، وجهه المتجهّم تحوّل إلى الوجه المبتسم ، و غضب أخيها زال و استبدل بالفرح .
لا أحد عرف إلا لان جي نفسها أنها أحزن الآن في الحقيقة ، و ألم قلبها أشدّ ، هي بذلت الجهود لتجنّب سقوط الدموع . قلبها مثل قلب الميت ، لا أحد يعرف أنّ الشعور الفاجع كيف يجعل الإنسان يحسّ باليأس و كيف يقطع رجاء الحياة .
قام الوسيط من سرير الجلوس الخشبي قد صفّق باستمرار و قال:
حسنا ! حسنا ! هكذا ! هكذا !
هو مسرورجدّا وعاد إلى أسرة رئيس الولاية فورا لإعلان هذا البشر ، هو تمتم في الطريق بسبب شدّة الفرح .
عندما قابل رئيس الولاية قال :
أنا ناقشت شأن الزواج هذا مع أسرة ليو حاملا رسالتكم ،وحصلت على النتيجة الجيدة ، أسرة ليو قبلت هذا الزواج .
رئيس الولاية مبسوط القلب بعد سمع هذا الكلام . هو فتح الروزنامة ،و هو قرأ بالتفصيل ،على المعلومات المكتوبة في الروزنامة انّ اليوم الأبيض هو خلال هذا الشهر ، لأن هذا اليوم من هذا الشهر مناسب للزواج وهو يوم مبارك للغاية
.قال الرئيس مبسوطا :
سيحدّد اليوم الأبيض للقيام بحفلة الزفاف في اليوم الثلاثين من هذا الشهر ، اليوم هو اليوم السابع و العشرين ، الوقت قصير و مستعجل ، يمكنك الاستعداد للأشياء الزواجية فورا ، لا تعوّف الوقت أبدا .
في الأيام التي بعد قبول هذا الزواج ، أحيانا في حلم لان جي حلم رهيب ، قال تشونغ كينغ لها في الحلم الرهيب :
طالما خالفت الحلف بيننا سأتزوّج البنت الأخرى ، لنترك حلفنا منذ الآن و الريح ستروح به . لا أحبّك بعد اليوم .
بكت لان جي في الحلم ، و عندما استيقظت في اليوم التالى وجدت مخذّتها بليلة .
انكسرت جميع الأمنيات للمستقبل في هذه الدنيا ، كوّنت في قلبها النيّة بشكل هدوء .
و أحيانا في حلمها حلم سعيد ، في هذا الحلم هي تعيش مع تشونغ كينغ في المكان البعيد عن ضجاج المدينة ، لا يوجد أحد يزعجهما ، بيتهما مبني فخّاري صغير و لكنه مملوء بالسعادة ، في الساحة بستان صغير زرعا فيها الزهور الملوّنة و بعض الخضروات . تشونغ كينغ عزف على تشنغ في هذا الساحة دائما و هي رقصت بجانبه مع إيقاع الموسيقي ، هذا المشهد جميل مثل في الجنّة و في أرض الأحلام . أمام بيتهما نهر صغير صاف يسبح الأسماك فيه و هما يجدّفان القارب الصغير دائما علىه . وراء بيتهما حرجة من الأشجار الدرّاقية ، كلّما تفتّحت الأزهار درّاقية جذبت كثيرا من الفراش ، الأرض مفروش بالبتلة الساقطة ، صوت المزمار يتهادي في الهواء ، و هي ترقص مثل الفراشة .
لكن كل هذه أوهامها في الحلم ، بعد الاستيقاظ زالت في العالم الحزين ، الشمس الذي رأته لا لون و لا حرارة كالمعتاد .
ما إن عاد الوسيط إلى المحافظة بسرعة حتى يرسل الشخص إلى بيت أسرة ليو لإبلاغ هذا الخبر . فأسرة رئيس الولاية و أسرة ليو كلاهما مشغول في استعداد للشؤون الزواجية من صياح الديك إلى أعماق الليل كل يوم .
الناس الرائحون و الغادرون بين البيتين باستمرار مثل الهجام في السماء ، المهشد بهيج للغاية و أبهج كثيرا من المشهد الذي كانت لان جي زوّجت جو تشونغ كينغ من قبل .
السفينة لاستقبال العروسة مرسومة بالعصفور و البهج الأبيض ، لون العصفور بين اللون الأسود و الأزرق ، الأركان الأربعة للسفينة كلّها معلّق بالعلم المطرّز برسم التنين . الأعلام ترفرف خفيفا مع النسيم ، عربة الخيل لونه ذهبي و العجلة مزيّنة باليشم ، الحصان سار إلى الأمام بسرعة بسيطة و لون شعره بعضه بين الأسود و الأزرق و بعضه أبيض ، في جانبي برذعة الحصان أشرطة زينية منسوجة بالخيوط الذهبية .
كثيرا من الناس تجمّعوا لمشاهدة هذا المشهد الرائعة المنظر ، الخبر الذي ستزوّج ابنة أسرة ليو ابن رئيس لاولاية معروف لدى الجميع .
قدّمت أسرة رئيس الولاية المهر الكبير مبلغه ثلاثة ملايين ، كل هذه النقود مسلسلة بالخيط الحريري الأسود . الأقمشة الحريرية متنوّعة الرسم و اللون وعددها ثلاث مائة .
و أرسل رئيس الولاية الشخص على الخصوص إلى مدينة جيو تشو و مدينة قوانغ تشو لشراء الأطعمة البحرية و الجبلية البادرة و النفيسة لضمان شهية الضيوف و عرض كرامة و غناء أسرته .
قبل يوم واحد من قيام حفلة الزفاف ، المرافقين أكثر من أربع مئات ، كل هؤلاء الناس و هذه الأشياء تتجمّع أمام باب البيت لأسرة رئيس الولاية استعدادا لاستقبال العروسة .
أسرة ليو استعدّت كثيرا من الأشياء للعروسة لاظهار نيّتهم الصادقة ، أهل لان جي جميعهم يرغبون في أن تكون حياتها في بيت زوجها الجديد سعيدة طول حياتها ألاّ يواجههم أية مشكلة خلال الزواج .
دخلت الأم غرفة لان جي ، ورأتها تجلس على السرير تنظر إلى خارج النافذة و بصرها جامد ، بجانبها الأقمشة الحريرية و المقص ، من الواضح أنها لم تجهّز ملابس العروس حتى الآن ولكن الوقت مستعجل .
فقالت لابنته :
قبل لحظة وصلتنا الرسالة من رئيس الولاية ، كتب عليها أنّهم سيستقبلونك غدا . لماذا أنت لم تكملي خيط ملابس العروسة حتى الآن ؟ لا نريد أن تظهر مشاكل في الهذا الزواج .
خرجت الأم من غرفتها تتنهد باستمرار ، هي لا تعرف كيف تصور حالتها النفسية الآن ، في ذهنها شيء عجيب و لكن لا يمكنها وصف هذا الشيء ، لها إحساس ليس جيّدا للمستقبل ، و هي لا تعرف لماذا يحدث معها هذا .
لان جي صامتة على سريرها ، حجبت فمها بمنديل اليد الحريري تبكي بصوت حزين ، الدموع سقطت مثل المياه السائلة .
هي نقلت مقعدها المزيّن بالمينا الملوّنة ، و وضعته أمام الشبّاك . أخذت في يدها اليسرى المقص والمسطرة ، و في يدها اليمني الأقمشة الحريرية .
خاطت الفستان المطرّز ذو الطابقين صباحا، و صنعت الملابس البسيطة العادية مغربا .
صار الوقت متأخّرا ، شعرت هي بالحزن الشديد و بكت بسبب أنّها ستتزوّج الرجل الآخر الذي لا تحبّه غدا و ستخالف حبيبها، هذا ليس نيّتها الأصلية وهي خافت على أنّ تشونغ كينغ سيحزن و يغضب عندما يسمع هذا الخبر .
نور القمر البارد انتثر إلى الساحة ، جعل اللون الأحمر المبارك يصير إلى اللون الحزين ، تمتمت لان جي لنفسها بصوت خفيف جدّا ، لا أحد يسمع صوتها إلا نور القمر البارد خارج النافذة .
نور الشمعة في غرفتها ضعيف كاد سينتهي مهمّته ، النور الضعيف لا يقدر على إبعاد الظلم القاتم . في جو هادئ للغاية صوت بكاءها الحزين ، السعادة السابقة قصيرة مثل الزهرة ما إن تفتحت حتى ذبلت ، كأنّها مناظر ساحرة في الرسم و ليست حقيقية .
في هذا الليل عندها حلم جميل ربّما هذا هو حلمها الأخير في هذه الدنيا .