(٨) انظر حولي، لا شيء هنا يدعو للتأمل، العفونة تعبق في الاجواء، الضوء خافت جداً، لا أستطيع تمييز الوجوه ولكنني استطيع تمييز يداي، اسمع اصوات انين تختفي ثم تعود مجدداً بصوت اعتى، راسي ثقيل جداً، لا ادري اين انا او كيف وصلت الى هنا. احاول ان اتكلم ولكن يخيل الي ان الكلام ثقيل جدا ولا قدرة لي على تحمله، اتلمس راسي فاصرخ من شدة الالم، واشتم رائحة الدماء على يدي: هناك اصابة في راسي لا ادري ما كان سببها او
في قلبي بقايا ثورة ... وحلم
(١) امشي في الطرقات، لا شيء هنا يبعث على اليأس، الجدران ممتلئة بعبارات الثوار، الجوّ يعبق برائحة الغاز المسيّل للدّموع، الجميع يأخذ هدنة، يبدو ان الكلّ بحاجة للرّاحة. امشي من دون وجهةٍ محددة، آثار الدماء لا زالت على الارض، لا شيء أيضاً يبعث على الحياة. شعرتُ كأنّني في مدينة المنتصف، لا حياة، لا موت، لا أمل ولا يأس. منذ دقائق كان هذا المكان يشبه ناراً مستعرة وحفلة مفرقعات: من جهة كانت العناصر الامنية التابعة لأجهزة السُّلطة ومن جهةٍ أخرى كان