انظر إلى عينيّ! ودقق النظر… ماذا ترى؟ هل تلمح انعكاسًا داخليًّا لما أحمله أنا، أم إسقاطات مما يسكنك أنت؟ وربما الاثنان معًا… فالعين ليست مجرّد عضو يُرى، بل فضاء يلتقي فيه الداخل بالداخل، حيث يختلط اللاوعي باللاوعي، وتتماس الرغبات والخبرات والذكريات دون استئذان. يكبر الإنسان ويتغيّر ويعيد تشكيل ذاته مرارًا، إلا العين… فهي الوحيدة التي تبقى بحجمها الأول منذ الولادة، كأنها الشاهد الصامت على كل مراحل التحوّل، الحارس الذي لم يبدّل شكله لكنه امتلأ بالأثر. العين لا تخون ولا تكذب،