تماما، فالألم والبؤس دائما ما كان ينتج إبداعا، وهذا الإبداع كأنه صراخ ناتج عن مشاعر حقيقية، وهذا بذاته تحويل لما هو إيجابي، أي حينما نستغل مشاعرنا المأساوية لكتابة قصيدة أو رسم لوحة أو عزف موسيقى فهذا تحويل لمأساة إلى فن وفي هذا الجانب هو تحويل لأمر سلبي إلى أمر إيجابي..
0
إذا درسنا اللوحة من خلال مكوناتها وكذلك زمن رسمها أو الخلفية التي دفعت الرسام لرسمها، فسنجدها مليئة بالكآبة وهي نتاج لهذه الأخيرة، لكن مع كل تلك الكآبة التي كان يعيشها الرسام بيكاسو كان له متسعا للفن، إذا الفن كان سندا له في محنته، واللوحة قد تعبر عن رسامها أيضا فالعجوز رغم كل الفقر والجوع والمأساة التي استنتجناها من حاله ملابسه وهشاشة بدنه، سيبدوا أنه لم يبحث عن خبز يطعمه بل بحث عن فن يمارسه، أي الفن كان مهربا له من