فَمَاذَا جَرَى لِي وحِيدٌ أَسيرْ أُصَارعُ هَمّي وليلي يَضِيقْ وتَاهَتْ خُطَايَ بصَحرَائِهِم كأنَّي أسِرتُ بِحُبٍّ غَريقْ وقَلبي كغُصنٍ رَقيقٌ خَفِيف يَهُزُّنِي شَوقٌ فَما قَد أَفيقْ هَجَرنِي الَّذِي قَال أنّي أَمِين فأينَ الأَمانُ وأنتَ الوعِيقْ تَرَكنِي ولَهفِي ووَجدِي يَزِيدْ يُعَاتِبُ نَجماً بعيداً صَدِيق أَعِيدُ لِقَانا لِقَانَا الوَحِيدُ فيَصحَى الحَنينُ ويَبكي العَشيقْ ولَيتَ الزَّمانَ يَعودُ بِنا ولكنَّ واقعَنَا لا يَليقْ فأوصَالُنَا مُزِّقَتْ وانْمَحَى غَرَامَ الوعودُ فَما مِن رَحِيقْ بَحَرتُ بأمواجِنَا لَيلَةً يُمَازجُ خَوفِي بقَلبِي حَرِيقْ فَسِرتُ وحِيداً أُواسِي جُروحِي فَلا تَعَتِبوا مَنْ
سعيت بحول ربي
سَعَيتُ بِحَول رَبِّي مُستَغِيثا وتَاهَ وخَابَ مِنْ يَدعِي سواهُ نَظَمتُ لنُصرَة التوحِيد شعرِي عَسَايَ في غَدٍ أجنِي رِضاهُ ففي نَيلِ رِضاهُ نَيلَ عِزٍّ ولا نَالَ المَكَارمُ مَنْ عَصَاهُ فَكَم منْ مَاقِتٍ للدِّين نَهقاً يُباهِي بالذي خطَّت يَداهُ ويدعوا جاهراً للحَرب سَيفاً على التوحيدِ ما أعتَا عِداهُ ونَحنُ نَبيت في غفوٍ رَغيدٍ وجَعجعة بِلا سَحقٍ نَراهُ فَلا باللهِ لا رَقَدت عيونٌ وقد بَلغ الدنيءُ لَنا بغاهُ بطَعنِ نَبيُّنَا في خَيرِ أهلٍ وسَبّ صَحَابة سَنَدُوا لِواهُ فَخطَّ شَبائك الألهَابُ واخسأ عَدو الله
ما كُلُّ عَزفٍ للمَعَازِفِ يُطرِبُ
ما كُلُّ عَزفٍ للمَعَازِفِ يُطرِبُ أو كُلُّ قَلْبٍ حِينَ يَغرمُ طَيّبُ والعَابِرونَ عَلى الهُيَامِ ثَلاثَةٌ بَختِي، وحبُّكِ، والنّوى يَتَرقَّبُ قَالتْ: فَديتُكَ، ما الهُيَامُ؟ وما الهَوى؟ قُلتُ: التَّحِيةُ للَّذِينَ تَعَذَّبُوا الحُبُّ شرُّ تَعهُّدٍ حتى إذا بَدَتِ الحَقِيقَةُ والغُمُوضُ تَذَبذَبُوا قَالتْ: فزِدنِي .. كَي أَزيدَ مَحَبَّتي شِعرَاً يُهَلِّلُ كالسِّهَامِ وتُلهِبُ بابَ الفُؤادُ أغلِقِيهِ لا تَفتَحِي إنَّ الصِّغارَ تَطرُقُ وتَهرُبُ ولقَد ظَننتُ وخَابَ ظنيَ مُخفِقاً أنَّ الرُّجُولَةُ للشّوارِبِ تُنسَبُ وفَصَاحَتِي انْقَلَبَتْ عَليَّ فلَمْ أرَ في الشِّعرِ إلا تَوجُّعٍ وتَعَذُّبُ فَلَقَيتُ أُنثَى تَستَطِيعُ تَصفُّحِي
حياتنا الدنيا
أتَيتُ فَما وجَدتُ لها مِثالا لِذي الدُّنيا مَتاعاً وانْذهَالا عَجَبتُ بما أراهُ مِنَ الدَّواهي تُخَادعَنَا بِطيبِ العَيشِ حالا تُذُوق الحُلوَ أيّاماً قِصاراً ومُرَّ العَيشِ أيّاماً طِوالا وإنَّ الشَّمسَ ما طَلعتْ نَهاراً فإنَّ الليلَ يُعقبها زَوالا تَراهُ إلى حَياةِ الدُّنيا هائِمْ وعن الدِّينِ والصَّلاواتِ مَالا هيَ الدُّنيا الغَرورُ وإنْ تَجَلَّتْ تُشَوِّقُ مَن يُحاوِلها وصالا وما لجَمالِها وجهٌ ولكنْ عَليها الحُلمُ قد ألقى الجمَالا ولَو إنّا إذا مُتنَا تُرِكنَا لكَانَ المَوتُ للخَلقِ احتِفالا فإنَّ الدُّنيا أولَها عَناءٌ وآخرها فنَاء وانتِشالا وإن الدَّنيا
تعلم فالأنام بغير علم
تَعَلَّمْ فالأنَامُ بَغيرِ عِلمٍ حَياةٌ تَخلُو فِيهَا كُلَّ نُعْمِ تَعَلَّمْ لا تَكُن صَرحاً هَزيلاً خَلا مِن رفعَةٍ وغَدَا بِهَدمِ تَعَلَّمْ كَي تَفُوقُ عَلَى إمَامٍ فبالإفقَاهِ تَرأَسُ أيَّ قَوْمِ تَعَلَّمْ إن تَوَدْ جَاهاً ومَالاً بِعِلمِكَ تَرتَدِي ثَوباً لِعَزْمِ تَعَلَّمْ تَنضَوي بَذَوي وِجَاهٍ فأَهْلُ الحَظِّ هُمْ مِن أهلِ فِهْمِ تَعَلَّمْ لا تَغِبْ مِن مُستَفِيدٍ تَزِيدُ مِنَ الْمَعَالِمِ كُلَّ يَوْمِ تَعَلَّمْ واسْعَ في عِلمٍ وفَهمٍ لِتَقتَني ما إلى الأَعدَاءِ تَرمِي لتَحيَا في الْحَيَاةِ وأَنْتَ مَيْتٌ تُمِيتُ عُدَاكَ عَنْ غَمٍّ وهَمِّ إذَا هُدِمَتْ دِيارُ
أين الشهامة
أينَ الشَّهامةُ أينَ الدينُ والهِمَمُ؟ أينَ القَساوةُ في أُنسٍ إذا نقِموا؟ أمَا بَصَرتُم بغيرِ الشجبِ مَنقبةً؟ يا أمةٌ هَزأتْ من ذلِّها الأممُ؟ أمَا تبقَّى لديكم مُدركٌ فَهِمٌ؟ وما تبقَّى إلا المُسنُّ والهَرِمُ الذئبُ يَنهبُ هذا اليومَ أرضَكُمُ أمَا ترونَ بأنَّ الذِّئبَ يَلتَهِمُ؟ أمَا تروهُ لأرضِ اللهِ يسلبُها والذئبُ قُدسكُمُ يا خَلقُ تقتسمُ فكيفَ نلقى بهذا السكتِ نشوتَكمْ؟ إنْ كنتمُ عُمياً .. هل صابكمُ صَمَمُ؟ فما كأنَّ بأرضِ اللهِ دينكُمُ وما كأنَّ القُدسَ اليومَ قُدسكُمُ أمَا لدينِ اللهِ اليومَ مُنتَقمٌ؟ أمَا
ما للقيود إلا أن تتكسر
ما للقُيُودِ إِلا أَنْ تَتَكَسَّرُ هَيّا فَكُدُّوا مِنَ الغِلالِ وطَهِّرُوا مِنْ يَرتَجِي العِزَّ العَزِيزُ حَرَزهُ إِنْ جَارَى المَنُونُ إلى الجِهَادِ تَجَبُّرُ ويَهِمُّهُ نَيلَ الكَلالُ لأَجلِهِ ما العِزُّ يوماً بالمَطَالبِ تُدبَرُ يا مَن أَحبَّ مِن المَعَاشِ شُهُقُوهَا شَأنُ الجِهَادِ فَمَا ابتَغَيتَ المفخرُ شُدَّ بِذكرِ الحَيُّ نَفسُكَ تَبلُجُ غَسَقُ الكُمُودِ وضَوءُ صِدقٍ تُنشَرُ واطمَع على كَسْبِ مُنَاهُ في جَنَّةٍ فيها الجِنانُ واللذَّاتُ والكَوثَرُ مَا مَاتَ مَنْ نَالَ الشَّهَادَةَ حَامِياً حيٌّ على الأرواحِ يسري وينشُرُ كَيفَ الحَيَاةُ في النَّعِيمِ يا إخوتِي؟ فَعَسَاكُمُ عِندَ
صَبراً أُماهُ
صَبْرَاً أُمَّاهُ فَإِنَّ الْصِّدْقَ يُهَلِّلُ وعَابِدُ الْقَبْرِ في إِيْرَانَ يُوَلْوِلُ أَنْتِ امْتَلَكْتِ عَفَافَ الْحِشمَةِ فُطرَةً مِنْ سِدرَةٍ لَمْ يُسَامِتْ جِذعُهَا رَجُلُ حِبُّ النَّبِيِّ ومَنْ أَسْدَى لَهُ مَلَكاً في سَرْقَةٍ جَمُلَتْ غَرَّاءَ تَكْتَمِلُ لا لَمْ يُرْسَلِ الوَحْيُ يَوْماً عِنْدَ امْرَأةٍ مِنَ النِّسْوَةِ إِلاَّهَا وَهْيَ تَحْتَمِلُ ولَكِنَّهُ نَزَّلَ النُّورِ تَذكِرَةً دُونَ اللحَافِ وفي النَّورِ مِنَ المَثَلُ وَأَقْرَأَ الوَحْيُ يَوْماً وَهْيَ قَائِمَةٌ لَهَا السَّلامَ مَعَ المُدَّثِرِ الْمُزمِلُ وأَنْشَرَ الحَيُّ قُرْآناً يُبَرِّئُهَا لِمَنْ قَذَفهَا بِهِ الأَفَّاكُ الْمُضَلِّلُ أَنْتِ الَّتِي دُونَ خَلْقِ الْحَقُّ مَسْكَنُهُ أَنْتِ