لعلّ ما نشهده اليوم ليس فقدانًا تامًا للإنسانية، بل إنهاكٌ لها. فقد أثقلت الضغوط الحياتية، وتسارع الأحداث، وكثرة مشاهد العنف كاهل الإنسان، حتى بات الصمت عند البعض وسيلة للهروب لا دلالة على القسوة. كما أن الخوف من العواقب، أو من التدخل الخاطئ، جعل كثيرين يفضّلون السلامة على المسؤولية. غير أن اعتياد الظلم لا يجعله مقبولًا، والصمت لا يبرّره. فالتعاطف والتدخل الواعي، ولو بالكلمة أو طلب المساعدة، يظلان جوهر الإنسانية ومعيارها الحقيقي. ومتى ما فقد الإنسان إحساسه بالآخر، فقد شيئًا جوهريًا