في ذلك المساء، مررتُ بجوار المقهى الشعبي في قريتي الريفية، حيث كان التلفزيون يعرض صور المحررين من سجن صيدنايا. توقفتُ للحظة، تسللت قشعريرة باردة إلى جسدي، وغمرني غضب مكتوم. لم أتحمل رؤية المشهد أكثر، فأسرعتُ بخطواتي مبتعدًا، لكن عقلي ظلّ يدور حول سؤال واحد: ماذا لو كان السجّان هو السجين؟ هل كان سيتحمل ما يُنزل بغيره من عذاب؟ بعد مسافة قصيرة، وجدتُ نفسي عند ضفاف النيل. استنشقتُ الهواء العليل، محاولًا استعادة هدوئي. وقفتُ أراقب المياه تتهادى تحت ضوء المصابيح، وأغمضتُ