خلال الفترة الماضية تم الإعلان عن التوصل إلى صفقة نهائية لبيع تيك توك للولايات المتحدة بعد مفاوضات طويلة وضغوط سياسية وأمنية استمرت لسنوات. بهذا القرار تعود السيطرة الأمريكية على جميع منصات التواصل الاجتماعي الكبرى بعد أن كان تيك توك الاستثناء الوحيد الخارج عن هذا الإطار.

الحدث لا يبدو مجرد صفقة تجارية عادية بل يعكس تحول واضح في طريقة تعامل الدول مع منصات التواصل. تيك توك لم يكن مجرد تطبيق ترفيهي بل منصة لها تأثير ثقافي وإعلامي ضخم خاصة بين الأجيال الأصغر. انتقال ملكيته يعني بالضرورة تغيّر في طريقة إدارته وسياساته وربما في طبيعة المحتوى الذي يتم الترويج له أو تقييده.

البعض يرى أن الصفقة ستمنح المنصة استقرار أكبر وتخفف من التهديدات الأمريكية المتكررة بالحظر أو التضييق. بينما هناك من يرى أن هذا التحول يضع تيك توك في نفس المسار الذي سلكته باقي المنصات من حيث الخضوع الكامل للاعتبارات السياسية والاقتصادية الأمريكية وهو ما قد ينعكس على التنوع والاختلاف الذي ميز المنصة سابقا.

الأمر يتجاوز تيك توك نفسه ليصل إلى مستقبل وسائل التواصل عموما. فسيطرة جهة واحدة على أغلب المنصات المؤثرة تعني تشابه أكبر في السياسات والخطاب وآليات التحكم في المحتوى. مع الوقت قد يصبح الفارق بين منصة وأخرى أقل وضوحا ليس على مستوى الشكل فقط بل على مستوى الدور الذي تلعبه في تشكيل الرأي العام.