بدأت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخرا الاستعانة بشات بوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي لتسريع عملية ترخيص الأدوية الجديدة. بحسب تصريحات مدير الهيئة، الهدف هو تقليل الوقت الطويل الذي تستغرقه الموافقات، حتى تصل الأدوية المهمة إلى المرضى بأسرع ما يمكن. يبدو هذا تطورًا منطقيًا في زمن التكنولوجيا، لكن ماذا عن الجانب الأخلاقي والإنساني؟
لكن لاحقا تبين أن الشات بوت أحيانًا يستعين بمصادر غير حقيقية أو حتى يهلوس في بعض الأجزاء من تقاريره، وهو أمر خطير للغاية خاصة في مجال الطب حيث الدقة ليست رفاهية بل ضرورة قصوى. والأدهى من ذلك أن هذه الأخطاء قد تكون مخفية وسط أطنان من النصوص المعقدة التي يصعب على الخبراء اكتشافها بسهولة.
فلماذا يصر الجميع على إدخال الذكاء الاصطناعي في كل مجال رغم أن هذه التقنية ما زالت غير مستقرة تمامًا وتفتقر إلى الدقة الكاملة؟
صحيح أن الذكاء الاصطناعي يقدم وعودًا كبيرة بالسرعة والكفاءة، لكنه في قطاع صحي مثل ترخيص الأدوية، حيث أي خطأ قد يكلف حياة إنسان، يجب أن يكون هناك توازن دقيق بين الاستفادة من التكنولوجيا والحذر المفرط. وضع حياة الإنسان في يد آلة قد يبدو ثقة متفائلة زائدة، وربما حتى مخاطرة غير محسوبة.
التعليقات