في دراسة حديثة أجرتها جامعة Yale، عُرض على مجموعة من المشاركين مقطع موسيقي، وطلب منهم تقييمه من حيث الجودة والجاذبية. المثير في الأمر أن المقطع ذاته حصل على تقييم أقل بشكل ملحوظ عندما قيل للمشاركين إنه من إنتاج الذكاء الاصطناعي، مقارنة بما حصل عليه عندما قيل إنه من تأليف بشر مما يطرح تساؤلات عما إذا كنا نُقيّم العمل الفني حقًا لجودته، أم نحكم عليه بناءً على مصدره

من السهل أن نُعلق السبب على ضعف المحتوى نفسه، أو نقص الروح في الأعمال المنتجة آليًا، كما يفضل البعض أن يسميها. لكن ماذا لو لم تكن المشكلة في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في عقولنا التي لم تتقبل بعد أن شيئًا غير بشري يمكنه إنتاج فن حقيقي؟ يبدو أن كثيرًا من الحكم المُسبق ضد المحتوى الصناعي لا ينبع من عيوب حقيقية، بقدر ما هو رفض لفكرة أن الآلة قد تنافس الإنسان في أكثر ما نظن أنه خاصتنا وهو الإبداع.

ربما هذا الرفض نابع من الخوف، أو من غرور دفين. فكرة أن آلة قد تكتب قصة تُحرّك المشاعر، أو تلحن مقطوعة تُبكينا، تهز الأساس الذي نبني عليه مفهوم التميّز البشري. ولهذا، حين نعرف أن القطعة من إنتاج الذكاء الاصطناعي، تتراجع تلقائيًا في أعيننا، وكأن جودتها فُقدت لمجرد أن صانعها لا يملك قلبًا.

من وجهة نظرك، هل المحتوى المنتج بالذكاء الاصطناعي أقل جودة؟ أم نحن نخشى أن نعترف بعكس ذلك؟