في أيامنا هاته تتسارع وتيرة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في عمليات التوظيف بدءا من فرز السير الذاتية بسرعة خيالية، وصولا إلى تحليل نبرة الصوت ولغة الجسد في المقابلات الرقمية لكن هل يعني هذا أن دور مدير الموارد البشرية سختزل إلى مجرد "مشرف" على الآلة؟ أم أن هذه الثورة التقنية ستفتح أبوابا جديدة لتعريف الدور الإداري ذاته؟
لا شك أن الأتمتة تقدّم حلولا جذرية لإشكاليات التوظيف التقليدي كالسرعة الفائقة، وتقليل التكاليف، والحد من التحيز البشري أو هكذا يفترض لكن ماذا عن الحالات التي تكرّس فيها الخوارزميات تمييزا غير مقصود؟
بكن أيضًا يبدو أن المهام الاستراتيجية لمدير الموارد البشرية تتجاوز بكثير اختيار المرشحين فبناء ثقافة تنظيمية متماسكة، وإدارة التغيير خلال الأزمات، وحتى فهم التفاعلات غير المنطقية بين الموظفين، كلها أمور تعتمد على الذكاء العاطفي والقدرة على قراءة السياقات الخفي فهل يمكن للآلة أن تحل محل مدير متمرس يستطيع تفسير صمت موظف خلال اجتماع، أو تحويل نزاع فريق عمل إلى فرصة للإبداع؟
لكن ماذا لو اتجهنا نحو نموذج هجين؟ حيث تتولى الأتمتة المهام الروتينية، بينما يرتقي المدير البشري إلى دور "مهندس الثقافة المؤسسية" و"مستشار القيادة" هنا يصبح السؤال الأكثر إلحاحا هل المؤسسات مستعدة لاستثمار الموارد في تطوير مهارات مديري الموارد البشرية، مثل تحليل البيانات والتفكير الاستراتيجي، أم أن الاتجاه نحو الأتمتة سيكون ذريعة لتقليص الدور البشري تدريجياً؟
التعليقات