في عالم أصبحت فيه الأجهزة المنزلية أذكى من أي وقت مضى، يبدو أن الراحة التكنولوجية وصلت إلى ذروتها. من أنظمة الإضاءة التي تعمل بالأوامر الصوتية إلى المكانس التي تعمل دون تدخل بشري، تبدو المنازل الذكية وكأنها حلم يتحقق. لكن، هل ندفع ثمنًا خفيًا لهذه الراحة المفرطة؟

عندما يصبح كل شيء حولنا مؤتمتًا وذاتي التشغيل، يمكن أن نقلل من اعتمادنا على أنفسنا. الأعمال التي كانت يومًا تدريبًا يوميًا لمهاراتنا، مثل التخطيط والتنظيم وحتى اتخاذ القرارات البسيطة، قد تختفي تدريجيًا. على سبيل المثال، عندما نعتمد على المساعد الذكي في جدولة يومنا أو في تذكيرنا بكل صغيرة وكبيرة، هل نفقد القدرة على إدارة وقتنا؟

ليس ذلك فحسب، بل إن الاعتماد الزائد على التكنولوجيا قد يجعلنا أقل وعيًا ببيئتنا. إذا كانت الإضاءة تُعدّل تلقائيًا بناءً على الوقت من اليوم، قد نتوقف عن ملاحظة تغيرات الضوء الطبيعي. إذا كانت أنظمة الأمان تخبرنا بكل حركة حول المنزل، فهل نفقد حس الانتباه الذي يحمينا في حالات الطوارئ؟

التكنولوجيا بلا شك توفر وقتًا وجهدًا، ولكن، في المقابل، هل تجعلنا أقل كفاءة في إدارة حياتنا اليومية؟