في عالم ما قبل الإنترنت، كان الفراغ يعني عادة فترات للتفكير أو الهوايات، وربما مواجهة بعض "الملل البنّاء". هذا الملل كان يقودنا نحو الإبداع: كنا نقرأ الكتب، نخرج للمشي، أو نلتقي بالأصدقاء دون الحاجة لأجهزة.

اليوم، أصبح الفراغ محمّلًا بالهجمات المستمرة من التنبيهات والإشعارات. مواقع التواصل الاجتماعي، الفيديوهات القصيرة، والألعاب الرقمية أصبحت شريكنا اليومي، لدرجة أن دقائق الانتظار لا تمر دون أن نمسك هواتفنا! البعض يرى أن التكنولوجيا أضافت خيارات للتسلية، وجعلت الفراغ ممتلئًا دائمًا؛ بينما يعتقد آخرون أن هذه المتعة المؤقتة جعلتنا غير قادرين على تحمل لحظات خارج شاشاتنا إلا عندما نكون مجبرين على ذلك كأن نقترب من موعد تسليم في العمل أو أن يكون لدينا امتحان أو ما شابه، وأنا شخصيا أميل إلى هذا الرأي. فالملل الذي كان يدفعنا لتطوير أفكار جديدة ويحسن من مهاراتنا الاجتماعية والإبداعية بشكل يفوق الوصف أصبح مندثرا وراء التصفح اللانهائي للشاشات.

ما رأيك هل التكنولوجيا تجعل أوقات الفراغ أكثر متعة أم أنها تجعلنا نفتقد جوهر الراحة الحقيقية؟