في عصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت الخوارزميات تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل آراءنا واختياراتنا اليومية. ما قد لا ندركه هو أن هذه الخوارزميات قادرة على توجيه تفكيرنا وتصدير وجهة نظر أحادية، أو حتى زرع أفكار لم نكن نقتنع بها من قبل، كل ذلك دون أن نشعر.

لنأخذ مثالًا حديثًا من عالم التجارة الإلكترونية: شركة كبيرة مثل أمازون. تعتمد أمازون على خوارزميات معقدة لتوجيه المستخدمين نحو منتجات معينة بناءً على تاريخ التصفح والشراء. قد تبدأ يومك بالبحث عن كتاب إلكتروني، لكن سرعان ما تجد نفسك غارقًا في عروض منتجات أخرى لم تكن في نيتك البحث عنها. تلك الخوارزميات تستغل بياناتك الشخصية لتعرض لك منتجات تظن أنك بحاجة إليها، ومع التكرار المستمر لهذا التعرض، تجد نفسك مقتنعًا بضرورة شراء شيء لم تكن مهتمًا به أساسًا.

هذا التلاعب الخفي يمتد إلى حياتنا اليومية بطرق غير مباشرة. فكلما تصفحت الإنترنت أو استخدمت التطبيقات المختلفة، تشكل الخوارزميات سلوكك وتؤثر على قراراتك، حتى في طريقة تفكيرك في علامة تجارية معينة.

إذن، هل ما زالت قراراتنا نابعة من حريتنا الشخصية أم أن الخوارزميات تقودنا دون أن ندرك؟