انتشرت قريبًا على تويتر مقولة تتأسف لحال أطفال اليوم الذين نشأوا على مشاهدة منصات المسلسلات مثل نتفليكس. وقالت إنهم لم يعرفوا طعم انتظار مسلسلك المفضل وتخصيص الوقت له أو الجري لجلب المياه أو دخول الحمام في وقت الإعلانات. وقد جعلني قولها أفكر هل نحن فعلًا نعيش في عصر أنتهى فيه التلفاز؟ 

لا يخفى علينا أن أهمية التلفاز قد استمرت لفترة طويلة جدًا منذ كان بدون ألوان وحتى صار باللون والصوت وتطوره من شاشة عريضة إلى شاشة مسطحة والآن حتى هذه الشاشة المسطحة لم تعد تستخدم لعرض القنوات بل صارت تتصل بالإنترنت ونعرض عليها ما نشاء نحن من محتواه. وهناك العديد من الناس الذين استغنوا حتى عن فكرة وجود تلفاز في منازلهم فكأننا عدنا سنوات إلى الماضي. 

في الماضي لم يكن يخلو منزل من التلفاز وكان تقليب القنوات طريقة للتعرض لمختلف أنواع المحتوى الذي لا نختاره بأنفسنا دائمًا لذلك كان فرصة للتعرف على العالم بشكل أكبر والمشاهدة العشوائية. كما كان للحلقات قيمة أكبر حين كانت تعرض في موعد ثابت لا يمكنك تفويتها فيه وليس في الموعد الذي تختاره أنت وكذلك عندما كنت تنتظرها من اليوم لليوم أو من الأسبوع للأسبوع. 

ولكنه لم يكن مثاليًا فكان مشاهدة مسلسل قديم مثلًا انتهى عرضه أمر غاية في الصعوبة قبل وجود الإنترنت. والآن الانترنت هو المتحكم في الأمر فهناك العديد من المنصات التي تعرض كافة المسلسلات والأفلام والبرامج وحتى الإعلانات وهناك اليوتيوب أيضًا الذي يعد وحده بديلًا قويًا. فمتى أخر مرة فتحت التلفاز عامدًا لمشاهدة شيء ما؟ 

يقول الكثير من الخبراء أنه بسبب تطور التقنية السريع قد نجد أطفالًا لا يعرفون العديد من الاختراعات التي تعتبر جديدة بسبب أن التقنية تتطور أسرع وأسرع. فالكثير من أطفال اليوم لا يعرفون ما هو ال CDوكذلك الهاتف المنزلي المتصل بسماعة ومليء بالأسلاك فهم معتادون على الهاتف الحديث اللوحي منذ مراحل طفولتهم. 

هذه الفجوة الكبيرة والتي قد تكون بين جيلين متلاحقين من المؤكد أنها ستخلق نوعًا جديدًا من التجارب سيتعرف عليه العالم. ولكن هناك العديد من المعارضين الذين يقولون لا التلفاز كاختراع لم يمت ولكنه تطور إلى شكل ووسط مختلفين فحسب وهذه طبيعة الأشياء. وكون الأمر قد حدث بسرعة يدعونا للتفكير أنه أحيانًا الأخوة من نفس العائلة قد يتعرضون لمجتمعات مختلفة. 

بالنسبة لكم هل تعتقدون أن التلفاز قد مات حقًا أم تحول؟ وهل بعد عشرين عامًا مثلًا سيعرفه الأطفال الجدد أم سيكون جهازًا لا تحتويه سوى المتاحف؟