بالفترة الأخيرة انتشر مصطلح المؤثرين الافتراضيين، والحقيقة أثار فضولي، فكيف يكون المؤثر افتراضي وما هي الطرق التي يؤثر بها بالمتابعين، بالتأكيد جميعنا يعلم من هو المؤثر، ومن بيننا من يتابع شخصيات مؤثرة بمجالات مختلفة على منصات التواصل المخلتفة، لكن أن يكون هذا المؤثر افتراضيا، لا وجود له إلا بالعالم الافتراضي فهذا قد يثير العديد من الأسئلة بأذهاننا.
الأمر ليس حديثا، بل وصل عدد المؤثرين الافتراضيين بالعالم لحوالي 150 مؤثر أغلبهم حققوا نجاحات كبيرة ومتابعات ضخمة، وأكثر مكان لتواجدهم هو الانستجرام، وسناب شات وتيك توك، وهي وسائط اجتماعية متواجدة بشكل قوي بين الشباب، وهذا يعني أن لهم تأثير قوي على الشباب.
وهذا أحد الأسباب التي تجعل العلامات التجارية المختلفة تختار المؤثرين الافتراضيين مع التركيز على هذه القاعدة الكبيرة من الشباب.
بالنهاية اليوم كل علامة تجارية وخاصةً الشركات العملاقة والكبيرة تسعى لبناء مؤثرها الافتراضي، وطبعا لهذا الأمر إيجابيات كبيرة على مستوى العلامة التجارية، تخيل لديك مؤثر ذو شعبية كبيرة يسوق لمنتجاتك دون الحاجة لتعاقد مستمر ودفع الأموال، بجانب أنه يتم تغذيته بمعلومات محددة وإيجابية حول المنتج، بالنهاية سيصبح للعلامة التجارية سيطرة كاملة على هوية المؤثر، وبالتالي تشكيلها كما يريدون لإقناع المستهلك.
أيضا يمكنه الانتقال لأي مكان تريده الشركة سواء دون أي تكاليف، فيمكن صنع البيئة المحيطة بسهولة بواسطة البرامج. بجانب أنه لا يكبر بالعمر، سيظل شابا دوما بأعين المتابعين.
ومن أشهر المؤثرين الافتراضيين بالعالم هي Lil Miquela، وكان أول ظهور لها بعام 2016 ولديها ملايين المتابعين على الانستجرام، وقُدمت على أنها فتاة تبلغ من العمر 19 عاما، وصنفتها مجلة Time في عام2018 كونها ضمن أكثر 25 شخصية مؤثرة على الإنترنت.
وطبعا تقدم الشركة المنتجة لهذه الشخصيات، تفاصيل كاملة حولها فمثلا ميكيلا نصفها برازيلية ونصف إسباني، وروجت للعديد من العلامات التجارية.
أيضا يمكن للأشخاص بخلق صورتهم الرمزية والتسويق لها، ويتضح ذلك من خلال تجربة ترافيس سكوت بإقامة حفلة موسيقية لمدة تسع دقائق مع صورته الرمزية، وقد حضرها 12 مليون شخص، وحقق 20 مليون دولار، بالتأكيد أنه من الصعب إدارة حفلة بالواقع تضم هذا الرقم، بجانب الرقم الذي حققه.
وهناك أيضا نماذج كثيرة ومتنوعة ومن جنسيات مختلفة، وفي ظل عالم الميتافيرس ربما سيكون المتحكم الأول بعالم التسويق الإلكتروني هم المؤثرين الافتراضيين، بالتأكيد الأمر له تبعات سلبية مثلما له إيجابيات للشركة المصنعة، لكن السلبيات برأيي ستكون على المستهلك فهناك انعدام للتواصل البشري، أيضا هو فقط يردد ما يٌقال له أو يتم برمجته عليه، وهو غالبا وفق رغبة الشركة المصنعة، سيكون هناك تزييف أفكار وحقائق، وتوجيه.
وحتى الآن لا توجد قواعد أو قوانين لإدارة هذا العالم الافتراضي، ما عدا تقريبا الهند هي من فرضت على صناع المحتوى أن يخبروا المتابعين إن كان المنشور من شخصية افتراضية أم حقيقية.
التعليقات