"إذا كان المنتَج مجانًا فتأكد أنك أنت هو المنتَج". قرأت تلك الجملة منذ قليل وجلست أفكر فيها، هل أصبح الإنسان منتج لمواقع التواصل الاجتماعي؟ من المعروف أن الكثير من الصناعات _إن لم يكن معظمها_تقوم على الفائدة المتبادلة، تشتري لوح شيكولاتة لتستمع به فيما تكسب الشركة المصنعة له الأموال. ولكن ماذا نشتري من مواقع التواصل الاجتماعي كي تستفاد هي الأخرى منا؟

لا شيء! نحن نتصفح أغلب المواقع سواء كانت الفيسبوك والانستقرام وتيك توك دون أن ندفع مليمًا واحدًا لتلك المواقع بطريقة مباشرة. صحيح أن هناك إعلانات مدفوعة نضطر إلى مشاهدتها أثناء التصفح ولكن هذا الأمر لا يتم هباء خاصة من قبل الشركات كبيرة مثل شركة ميتا.

لذا فإن الاستثمار الأكبر لتلك الشركات هو جمع البيانات، والتداول في سوق الخوارزميات العالمي. تعتبر الخوارزميات اليوم العصب الأساسي للتكنولوجيا بشكل عام وليس مواقع التواصل الاجتماعي فحسب.

حيث تجمع المواقع كل شيء يمكنها معرفته عنك، ثم تحدد نوع المحتوى الذي يظهر لنا. بل قد تصل الخوارزميات إلى توقع رغباتنا القادمة وتبدأ في إظهارها بطريقة سلسة.

ينقسم الناس إلى قسمين، قسم رافض لتلك الخوارزميات ويحاول التغلب عليها ولو باليسير، وقسم يحبها ويراها أفضل أداة توفر عليه عناء البحث حول ما يريده.. أخبرنا إلى أي قسم تنتمي؟

إن كنت من القسم الأول وترفض تمامًا فكرة التجسس التي تتبعها الخوارزميات، فهناك بعض الطرق التي تصعب الأمر على الخوارزميات، لا يمكننا القول أننا سنتغلب عليها بشكل كامل حيث إنها صارت جزءًا من واقعنا ولكن قد يريحك إن صعبت الأمور عليها. يمكنك تغيير اهتماماتك بين الحين والآخر، فإن كنت تفضل مشاهدة أفلام معينة ثم مشاهدة فيديوهات تعليمية مثلًا، حاول تبديل تلك الاهتمامات ولا تقبل ما تعرضه عليك المواقع وإنما ابحث بنفسك واختر ما تريده. كذلك حاول ألا تشارك تفاصيل حياتك اليومية على مواقع التواصل، فهذا الأمر يسهل الكثير على الخوارزميات. إن كان لديكم أي اقتراحات أخرى للتغلب ولو قليلًا على خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي أخبرونا بها. وإن كنتم لا تمانعوا جمع البيانات أخبرونا عن الفوائد التي عادت عليكم من تلك الخوارزميات.