هذا أمر لطالما حيرني وحير معظم الناس في وقتنا الحالي، دائما ما يقال لك حاول أن تكون صداقات لتخرج من ظلمة العزلة والانطواء ولتنظر إلى الحياة من منظور مختلف بناء على أفكار مختلفة تنبع من أشخاص مختلفين، وصراحة إنه لأمر في غاية الأهمية أن تطور من علاقاتك الاجتماعية لكنه مخيف في بعض الأحيان _أو في معظم الأحيان _ إذ أن الثقة انعدمت تماما في زمن قلت فيه الصحبة الحقة والحسنة، والسؤال الذي حيرني وبشدة لماذا انتشرت هذه الظاهرة ومالفرق بين الماضي الذي عرف بالثقة _ليس دائما _والحاضر الذي لا يعرف معناها بين الأصدقاء؟
لماذا أصبح أمر تكوين صداقات حقيقية مستحيل في الوقت الراهن؟
أعتقد أن الصداقة لا تعني بالضرورة التواصل الدائم. فمن الممكن أن ننقطع عن التواصل لمدة أشهر ثم نعود للتحدث، وما زالت المعزة موجودة وتزداد. من الصعب أن يتواصل الأشخاص دائمًا، خاصة مع دخول سوق العمل والانشغال بالضروريات.
لهذا، فإن أكثر الأشخاص الذين سيكونون بالقرب منك يوميًا هم أهلك وزملاؤك بالعمل. أما غير ذلك، فهو برأيي صعب، وهذا جزء من واقع العالم الذي نعيشه. إذا حصلت على زميل عمل جيد، فأنت محظوظ.
التعليقات