انت طفل ...اصبعك مكسور؟
هل تستطيع؟
هل تستطيع أن تتحمّل الألم لثلاثة أشهر دون أن يُسمح لك حتى بالشكوى؟ أن تنظر إلى إصبعك المكسور كل يوم، وهو يزداد سوءًا، وأنت تعرف أنّ أحدًا لن ينقذك؟
هل تستطيع أن تذهب إلى شخص يدّعي أنّه يساعدك، ثم يُمسك بإصبعك المكسور، يضغط عليه بقوّة، يدّعي أنّه مساج بينما أنت تصرخ؟ أن يضرب إصبعك بأداة حادّة محاولًا "إعادته إلى مكانه"، بينما العظم تحته مكسور؟ أن تبكي من شدّة الألم، لكنّك تُجبر نفسك على التحمل لأنّ لا خيار لديك؟
هل تستطيع أن تُجري عملية بعد كل هذا العذاب، وأنت تعرف أن الوقت قد فات، وأنّ إصبعك لن يعود كما كان أبدًا؟ أن تُدرك أنّه سيظلّ جامدًا، لا يتحرّك، لا ينثني، كأنّه قطعة غريبة التصقت بيدك؟
هل تستطيع أن تحبّ الرياضة، أن تحلم بممارسة البوكس، ثم تكتشف أنّ يدك لم تعد تُغلق في قبضة؟ أن تحاول الترويض الطبي بكل طاقتك، لكن لا شيء يتغيّر، لا شيء يعود كما كان؟
هل تستطيع أن تعيش مع من رفضوا أن يأخذوك للطبيب عندما كنتَ في أشدّ الحاجة إليه؟ أن تراهم كلّ يوم، تبتسم لهم، تتحدث معهم، بينما في داخلك غضب لا تعرف كيف تتخلّص منه؟
أخبرني، هل تستطيع أن تتحمّل؟
التعليقات