متابعة / أحمد الشيخ
وصل الدكتور خالد جمال السويدي، المدير التنفيذي في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية إلى مكة المكرمة، يوم الجمعة، الموافق الأول من مارس 2019، بعد رحلة دامت 29 يوماً، بدأت في مطلع شهر فبراير المنصرم، سيراً على الأقدام، وذلك ضمن مبادرة "جري أبوظبي-مكة المكرمة"، التي كان من المقرر إنهاؤها خلال 38 يوماً؛ ما يشير إلى قدرته على تخطي الزمن، في وقت قياسي، وتجاوزه كل التحديات بكل عزيمة وإصرار.
وبكلمات مؤثرة، تعبّر عن فخر الأب بابنه، كتب سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال فيها: "خالد.. لم أعتد الكتابة عن الذات، ونظرتُ إلى نفسي دائماً بوصفي باحثاً يتوخى الدقة والحياد والمنهج العلمي، لكنني في هذه اللحظة لا أستطيع أن أكتب إلا بوصفي أباً، ولا شيء غير ذلك، فمن أين لي بالحياد في لحظة اهتزاز القلب؟ وكيف لا أُعلن على الدنيا فخري بك؟"، مضيفاً سعادته: "وصل نجلي خالد إلى مكة المكرمة، الأرض الأطهر والأشرف والأكرم والأحب إلى سيد الخلق، صلى الله عليه وسلم، بعد 29 يوماً من الجري لم يسمح خلالها لأي نوع من الضعف بأن يتسلل إلى نفسه. ولقد عرفت أنواعاً مختلفة من السعادة طوال حياتي، لكن لسعادتي اليوم طعماً خاصاً لم أعرفه من قبل".
وجاء وصول الدكتور خالد جمال السويدي إلى مكة المكرمة، ودخوله بيت الله الحرام وأدائه مناسك العمرة، بعد أن انطلق من جامع الشيخ زايد في أبوظبي، قاطعاً مسافة 2070 كيلو متراً، بين جري ومشي، حاملاً شعار المحبة والسلام، ومؤكداً متانة الروابط الأخوية بين شعبي دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتقديره للعلاقات الأخوية التي تربط بين الدولتين، والتعاون القائم بينهما في المجالات كافة، ولاسيما الجهود المبذولة في مكافحة التطرف والإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار.
وقد أعرب الدكتور خالد جمال السويدي عن شكره وتقديره لكل الجهات الحكومية في المملكة العربية السعودية، التي قدّمت له أفضل التسهيلات والتعاون والخدمات، مؤكداً إسهامها، بعد توفيق الله، في وصوله إلى بيت الله الحرام، ومبدياً سعادته الكبيرة بالترحيب والمحبة غير المستغربين من أبناء المملكة، والإخوة فيها، ومؤازرته بطرق مختلفة، أبرزها مشاركته الجري لعدد من الكيلومترات، واهتمام وسائل الإعلام السعودية بتغطية هذه المبادرة؛ الأمر الذي يثبت نجاح مبادرته في تحقيق الهدف منها حتى قبل أن تنتهي.
إن نجاح هذه المبادرة، وتحقيق الدكتور خالد جمال السويدي لها في وقت قياسي، يؤكد للعالم أن المبادرات التي تقوم على الإصرار والعزيمة لا تقف أمامها أي عقبات؛ ما دامت هذه المبادرات تنال الدعم والرعاية، فمبادرة "جري أبوظبي– مكة المكرمة"، بوركت برعاية ودعم من كبريات المؤسسات الوطنية، وفي مقدمتها، ديوان صاحب السمو، ولي عهد أبوظبي، ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، وأبوظبي للإعلام، والمتحدة للطباعة والنشر، ورعاة آخرون. كما يشير دعم سعادة الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة، لدى المملكة العربية السعودية، للدكتور خالد، إلى تأكيد حرص القيادة الرشيدة على دعم أصحاب المبادرات المميزة؛ حيث اقتطع سعادته جزءاً من وقته الثمين؛ ليشارك الدكتور خالد جمال السويدي، الجري لمسافة 9 كيلومترات، بعد أن عبر الحدود الإماراتية-السعودية، ووصل إلى مدينة الرياض؛ الأمر الذي كان له طيب الأثر في معنويات الدكتور خالد وهمّته.