يحتوي المسلسل على أسرة تعيش فاجعة حيث يجدوا أبنهم المراهق متهم بجريمة قتل لواحدة من زميلاته وتنهمك الأسرة في محاولة حل مشاكلها ولكن لفت نظري مشهد جارة تعيش حياتها بالكامل بساحة المنزل الخارجية للتلصص بشكل فج على كل ما يقوم به العائلة ومعرفة كل ما يقومون به كنوع من التسلية ، وهو النموذج الذي نقابله جداً في الحقيقة في العمل أو مع الجيران أو حتى في وسائل المواصلات (لا أحد يحترم خصوصيتك) أتذكر جارة كانت صديقة لجدتي منذ أن كنت بعمر 20 عام وكانت تسأل على الدوام هل تزوجت هل خطبت ولما لم تتزوج هل لديك مشكلة ؟ هل تعمل ؟ لما لا تعمل ؟ هل لديك مشكلة؟ قد تبدو تلك الأسئلة الفضولية بدافع الاطمئنان حتى تعرف أن أدق تفاصيل حياتك يعرفها كل من بالحي تقريباً .. والأسوأ هي تلك النظرات التي تلاحقك كلما حاولت فعل شيء ما حتى لو بسيط ! تلك الدرجة التي جعلتني مع الوقت أرفض الاختلاط أكثر وأكثر لكونها تغلف إختراق الخصوصية باجتماعيات زائفة فمن يبدو ظاهرياً يسعى للإطمئنان على حالك هو بحقيقة الأمر يتلصص عليك لمحاولة معرفة نقاط ضعفك وهو ما يدفعني للتساؤل كيف تتصرف مع الجيران أو الأشخاص المتلصصين؟
كيف تتصرف مع الجيران أو الأشخاص المتلصصين؟ مسلسل Adolescence
هذا شائع جدًا في قرى الأرياف، حيث الخصوصية تُعتبر شيئًا ثانويًا أمام الفضول الجماعي، لكن ما يزداد غرابة هو أن البعض لا يكتفون بالمراقبة من بعيد، بل قد تجدهم يدخلون منزلك دون استئذان وكأن الأمر عادي تمامًا خاصة إذا لم تضع حدودًا واضحة منذ البداية، أذكر أن لدينا قريبًا أتى لزيارتنا، وفوجئت به يدخل إحدى الغرف دون أي استئذان بحجة الاطمئنان على أحد الأشخاص، وساعتها الكيل فعلاً كان فاض بيا، وواجهته بكلمات حازمة أحرجته ولست نادمة على ذلك أبدًا، لأن السكوت على هذا النوع من السلوك يعطيهم ضوءًا أخضر للتدخل أكثر، ولا يوجد حل سوى الردود الصريحة والواضحة التي تشعرهم بأن الخصوصية خط أحمر.
ما فعلتيه رغم أنه تصرف جريء يعجز الكثيرين عن فعله ، ولكنه تصرف صحيح ، وبالفعل الأرياف يتدخلوا في تلك التفاصيل لكونهم يشعروا من داخلهم كما لو أنهم جميعاً أسرة واحدة تهتم لبعضها البعض ، وهو مفهوم صحيح وطيب وله أصل ديني ، حيث أوصى النبي محمد (ص) بالجيران ، ولكن المتطفلين يستغلوا الأمر للتمادي في تدخلهم الفج ليبدو ظاهرياً بدافع الاهتمام ولكنه بحقيقة الأمر بهدف التجسس والتطفل والحسد والإيذاء .
التعليقات