أنا كثيرًا ما أحب الأعمال التي تختبر الإنسان عندما تقدم له تحديات لم تكن في الحسبان، ولهذا فلنتخيل أن القدر ربطنا بشريك حياة مؤذي نفسيًا لأبعد الحدود، ولا تكفي شخصيته المضطربة وحدها لتفسد حياتنا، بل عائلته كذلك يمارس كل فرد فيها كل أنواع التسلط والإهانة، ولكن تتفاجأ في اليوم الذي أردت فيه الإنفصال عن شريكك أنه مريض بمرض سينهي حياته خلال فترة معدودة، وهناك أمل ضعيف في العلاج. تلك هي المعضلة الصعبة التي وقع بها بطل العمل هنا، حين وجد نفسه حائرًا بين نيل حريته وسلامه النفسي وبين إنسانيته التي أشقفت قلبه قليلًا على مريضة غير معلوم إذا كان سيكتب لها النجاة أو الموت. حقًا القرار ليس سهلًا. من جهة فتقديم الدعم لشخص قد محى بداخلنا كل مسببات التعاطف معه هو أمر صعب، ولكن في المقابل صوت ضميرنا لن يصمت ونحن نلوح بأيدينا بعيدًا عن شخص قد يودع الحياة!