أنا كثيرًا ما أحب الأعمال التي تختبر الإنسان عندما تقدم له تحديات لم تكن في الحسبان، ولهذا فلنتخيل أن القدر ربطنا بشريك حياة مؤذي نفسيًا لأبعد الحدود، ولا تكفي شخصيته المضطربة وحدها لتفسد حياتنا، بل عائلته كذلك يمارس كل فرد فيها كل أنواع التسلط والإهانة، ولكن تتفاجأ في اليوم الذي أردت فيه الإنفصال عن شريكك أنه مريض بمرض سينهي حياته خلال فترة معدودة، وهناك أمل ضعيف في العلاج. تلك هي المعضلة الصعبة التي وقع بها بطل العمل هنا، حين وجد نفسه حائرًا بين نيل حريته وسلامه النفسي وبين إنسانيته التي أشقفت قلبه قليلًا على مريضة غير معلوم إذا كان سيكتب لها النجاة أو الموت. حقًا القرار ليس سهلًا. من جهة فتقديم الدعم لشخص قد محى بداخلنا كل مسببات التعاطف معه هو أمر صعب، ولكن في المقابل صوت ضميرنا لن يصمت ونحن نلوح بأيدينا بعيدًا عن شخص قد يودع الحياة!
مسلسل queen of tears: ماذا لو علمت أن شربك حياتك الذي ربطتك به علاقة سامة وقررت الإنفصال عنه مريض بمرض خطير، هل تقف بجانبه أم تتخلى عنه؟
من الرائع أن تكون لدينا هذه القدرة على التسامح، ولكن أعتقد أن هذا الأمر مرتبط أيضا بعاملين الأول هو استمرار الحب رغم الألم وأعتقد أن هذا ما حدث في الحالة التي أشرت لها مع أنني لم أشاهد العمل ولكن أحساسي يدفعني لذلك، وهذه الحالة مفهوم قرارها هنا لأنها لم تستطع تجاوز حبها برغم الألم الذي سببه، ولهذا هي لن تقدر على تركه في هذه الحالة لأنها تعلم أنها ستتألم أكثر لو تخلت عنه مثلما تخلى عنها، والحالة الثانية أن نستطيع تجاوز الألم ونستعيد توازنا النفسي والعاطفي من جديد، في هذه الحالة الإنسان قد تخطى كل الأذى الذي سببه له الشريك فأصبح الأمر بمثابة صفحة بيضاء في العلاقة بينهما وعلى هذا الأساس سيتمكن من تقديم الدعم له في وضعه، ولكن إذا لم يتوفر العاملين أي عامل الحب أو عامل التخطي فهل تعتقد أن الإنسان قادر عن دعم هذا الشخص في هذه الحالة بعيدا عن المثاليات؟ أقصد أن تكوينه النفسي هنا هل سيسمح له بذلك؟
التعليقات