انتهى شهر رمضان ولازالت المقارنات بين مسلسل أشغال شقة ومسلسل خالد نور وولده نور خالد لا تنتهي، وهذا يعود في الأساس لتميز العملين وتركهم لبصمة قوية عند المشاهدين، وأحد أهم أوجه المقارنة بينهما كانت في طريقة الكوميديا التي اعتمد عليها كل منهما، فنجد أن مسلسل أشغال شقة تميز بتقديم كوميديا الموقف، لا افيهات ولا سخرية مبتذلة ولا مبالغة في الأداء، وحده الموقف ومن قوته يجبرك على الضحك، أما مسلسل خالد نور وولده نور خالد فاختلفت الأمور قليلًا، حيث كان الاعتماد الأكبر على الأداء التمثيلي والانفعالات الخاصة بالممثلين أنفسهم، وهذا النوع من الكوميديا هو الأصعب برأيي، لأنه يحتاج لممثل قوي، مَلَكة الكوميديا لديه عالية، وشخصية مكتوبة بعناية فائقة، حتى ينجح في تحقيق هدفه، وإلا سرعان ما سيحكم على العمل بأكمله بالفشل، وبالطبع إذا اجتمع الاثنان فهذا شيء عظيم، ولكن إذا تعين علينا الاختيار من بينهما، فما من بينهما هو الأهم أو الأقوى كوميديا الموقف أم كوميديا الشخصية؟
ماذا تفضلون من بينهما، كوميديا الموقف أم كوميديا الشخصية؟
بالفعل يجب أن يكون هانلك توازن بين الكتابة الجيدة وأداء الممثل لكونه يلعب دورا هاما في نجاح أي عمل كوميدي. لأنه عندما يتم التركيز فقط على قدرة الممثل على إضحاك الجمهور دون الاهتمام بجودة السيناريو والحوارات، فإن ذلك قد يؤدي إلى فقدان جزء من جاذبية العمل وتقليل قيمته الفنية.
ومن الواضح أن النقاد والمشاهدين يمكن أن يلاحظوا هذا التوازن ويعبروا عن انتقاداتهم عندما يفتقر العمل الفني إلى هذا العنصر. يمكن أن تكون هذه الانتقادات بمثابة إشارة لصناع العمل لضرورة التركيز على تطوير الكتابة والسيناريو بجانب استغلال قدرات الممثل الكوميدي.
بالفعل يجب أن يكون هانلك توازن بين الكتابة الجيدة وأداء الممثل لكونه يلعب دورا هاما في نجاح أي عمل كوميدي.
كل من الكتابة والتمثيل يخدم بعضهما البعض، يوجد عدد كبير من الممثلين خارج نطاق الكوميديا أي الكوميديا في حد ذاتها ليست ملعبهم ولم يقوموا بتقديم أدوار من قبل فيها، ولكن تجدهم في عمل ما يبهرونك بقدرتهم على اضحاكك والسبب ليسوا هم أنفسهم فقط، بل الكتابة نفسها التي رسمت تفاصيل شخصيتهم بإتقان فأخرجت لنا شخصية جذابة تستطيع ترك بصمة لدى المشاهدين، وتتوج الكتابة الجيدة هنا بممثل لديه القدرة على فهم أبعاد الشخصية فيجيد تمثيل تلك التفاصيل التي أبدعتها الكتابة.
بالفعل وخاصة وأنه في الآونة الأخيرة أصبح المخرجون والمنتجون يركزون على السوشيال ميديا أكثر من التلفزيون، لهذا ترين أن أغلب الممثلين اليوم هم عبارة عن "مؤثرين" كما يسمونهم وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما الممثلون خريجوا المسرح وكليات الإعلام والفن يواجهون شبح البطالة، وهذا ما جعل من المشهد مؤسفا جدا فضلا عن التجاوزات الأخلاقية التي تنتهك والحمد لله سلطة الضبط البصري بالرغم من تهاونها قليلا إلا أنها توقف تلك الأعمال قبل انتهائها مع كل خطأ يظهر للساحة.
التعليقات