هل تساءلت يومًا عن الذي يحدث خلف أسوار قصر «باكنغهام» الملكي؟ فسجل العائلة الملكية البريطانية لم يكن مليئًا بالألقاب والمواقف المشرفة طوال الوقت وكان تاريخهم محفوف بالأخبار والأحداث المثيرة للجدل والعناوين الفاضحة التي جعلت الكثيرين يتمنون لو تمكنوا من عبور بوابات القصر ومعرفة الحقيقة وراء كل النظريات والتفسيرات والألغاز التي لم تحل بعد في تاريخ العائلة المالكة.

وفي عام 2016 خرجت علينا شبكة «نيتفليكس» بمسلسل «The Crown»، والذي أرضى فضول الكثير بعد عرضه لحياة الملكة «إليزابيث» الثانية بشكل لم نراه من قبل، فقد عرض لنا جانبها العاطفي والإنساني، وقراراتها الصعبة والحاسمة وتوليها العرش وهي شابة بنت 25 سنة، وسلط الضوء أيضًا على كثير من الأحداث التي حدثت خلف أسوار القصر بداية من زواجها من الأمير «فيليب» في عام 1947 والذي تخلى عن كل ألقابه الملكية الدنماركية واليونانية من أجلها.

المسلسل مكون من أربعة أجزاء يعرضون التحديات والتعقيدات الخفية السياسية والشخصية التي واجهت الملكة «إليزابيث» منذ اعتلائها عرش المملكة المتحدة، وحاليًا يتم العمل على الموسم الخامس والذي غالبًا سيتطرق لحادثة وفاة الأميرة «ديانا»

ومنذ بداية عرضه لأول مرة، أثار الجدل وقُوبل بالسخط من العديد من النقاد والمشاهدين على حد سواء لدرجة أن البعض لقبه بـ«جوهرة نيتفليكس لتزييف التاريخ»؛ فقد تم تصويره بطريقة مقنعة للغاية بُذل فيها جهد كبير لاستحضار الماضي في أشكال موحية بالدقة، ولكن بعض المؤرخين قالوا إنه أبعد ما يكون عن الحقيقة.

حتى أن وزير الثقافة البريطاني طالب شبكة «نيتفليكس» بوضع تحذير قبل بداية كل حلقة لتوضح أنه من نسج الخيال وأنه فقط مستند على أحداث واقعية، ولكنه ليس بالضرورة واقعيّ، وهذا ما رفضته «نيتفليكس» تمامًا، وقال البعض أن الشبكة تستغل إحجام العائلة المالكة عن اللجوء للمحاكم.

وأيضًا، هاجم الكثيرون المسلسل بسبب تجاهل المسلسل لمشاعر العائلة المالكة خصوصًا الأشخاص الذين مازالوا على قيد الحياة، فهم مازالوا مجرد أشخاص، ومجرد أسرة تتأذى وتتألم من أشياء تبدو بشكل صارخ أنها غير حقيقية.

فما رأيك أنت، هل تعتقد أن شبكة «نيتفليكس» حقًا تقوم بتزييف التاريخ والتلاعب به؟ أم أن المسلسل يعرض لنا حقائق حدثت خلف أسوار القصر ولذلك لا تستطيع العائلة المالكة أو الحكومة البريطانية تكذيبه بشكل رسمي؟