صدق أو لا تصدق , هذا مقال طبي عن أحدث مادة طبية وأكثرها أمانا حتى الآن في عالم طب التجميل والعظام والعلاج الطبيعي , مادة الهيالويورونيك أسيد (الساحرة) أسيرة المعامل والمختبرات , تشكو من هجر المرضى لجمالها وقوتها وتركها حبيسة البلاطي البيضاء والأسعار الباهضة , قد يكون البعض معذورا , أما الأخر فلن يكون بعد هذا المقال .

مادة الهيالويورونيك أسيد هي ضمن حفنة من السوائل التي تفرز من جسم الإنسان للترطيب والتزييت , توجد بكثرة في العين والمفاصل وغيرها , تستخرج معمليا من أعراف الديكة وحديثا من بعض أنواع البكتيريا المعملية المجهرية , تستخدم طبيا في حقن المفاصل ذات أمراض مثل إلتهاب المفاصل المزمنة أو تؤخذ عن طريق الفم لعلاج معظم مشاكل العين وحتى أثناء العمليات الجراحية الدقيقة بالعين مثل المياه البيضاء وزراعة العدسة وانفصال الشبكية , وتوجد المادة طبيعيا في الشفاه .

ينبوع الصبا – أو كما تسمى المادة ترويجيا لإستخداماتها العديدة في علاج الجروح وعلاج آثار الندبات والتجاعيد , حتى أنه يقال ان هناك معامل تستخدم فكرة فيلم Wanted – 2008م في إنشاء أحواض من مادة الهيالويورونيك أسيد فوق درجة التجمد ليستلقي بها الثري وزوجته حتى تختفي آثار الشيخوخة من أجسادهم بعد بضع جلسات فقط , وقد شجع أمان المادة المطلق العديد من شركات التجميل لإضافة المادة الفعالة الى منتجاتهم والترويج لها بأسعار فلكية مقارنة بأسعار مستحضرات تجميلية أخرى غالية بدورها , فهذه المادة في صورتها المعملية الأصلية تدهن على الجلد أو تحقن في العضلات أو في الدم مباشرة وقد تؤخذ عن طريق الفم كذلك , دون أدنى مشكلة سجلت حتى الآن حتى على الحوامل والمرضعات أو أصحاب القلوب الضعيفة والأمراض الموهنة (مع العلم : لوحظ بعض التحسس من المادة عند أخذها في الدم مباشرة للمرضعات لذا وجب التنبيه) .

أما عن الشفاه الحمراء الممتلئة , فقد تستطيع بعض الفتيات الموهوبات .. رسمها بدقة بإستخدام أبسط أدوات التجميل المحلية , ولكن الأمر أجلّ بكثير , ومع تقدم العمر تذبل الشفاه وتذوب شفرة كيوبيد (النتوء الذي يتوسط الشفة العليا) وتختفي معهم لذة القبلة والإحساس بالرطوبة العذبة أثناء الحديث والكلام أو طعم ملذات الأكل, أو يحرق هذا الجلد الثمين من جراء حادثة أليمة يضطر سحرة العصر (جراحو التجميل) من أخذ شريحة جلدية رقيقة من المهبل أو بطانة الفم لحجاب الجرح المنكر (أعتذر عن قساوة المشهد) .

هنا تصرخ الأميرة الساحرة من قصرها البعيد , وتنادي على المريض وصاحب الحاجة , أنا هنا إستخدمني , لا تخجل مني , أنا لست عملية تجميلية ستجعل منك ممثلة شمطاء لها فم السمكة , إنما انا مادة طبية تدهن وتحقن لترمم عوامل الزمن , لا بل وتشعل حماس أحاسيسك ومشاعرك في تقبيل شريكتك أو في تذوق طعامك اللذيذ , إذن .. تلبسين ثياب السهرة وشعرك متألق في الهواء وتذهبين لطبيبك , يدهن المخدر الموضعي على الشفاة المنهكة , وبعد 15 دقيقة يبدأ بحقن جرعات متفاوتة من الهيالويورونيك أسيد داخل أعماق الشفتين , يدلكهما تدليكا رقيقا , ثم تذهبي لسهرتك , هذا كل شيء .

يقول دكتور يوليوس فيو – دكتوراة جراحة التجميل في شيكاجو :

لا تؤدي الهيالويورونيك أسيد فقط الى زيادة حجم وإمتلاء الشفتين بل وتحديدهما كذلك وإبراز شفرة كيوبيد أيضا

هناك بعض المشاكل بعد الإجراء ؟! راجعي طبيبك فورا خلال 24 ساعة لإعادة التدليك بإتجاهات معينة لملئ الفراغات وتوزيع المادة بشكل مُرضي.

نصيحتي: لا تشيطنوا أيها السادة طبيب التجميل كما فعلتم مع الطبيب النفسي .

مصادر :

  1. مقالة : القصة الكاملة – أيرين جاكسون كانادي , محررة في مجلة WebMD الطبية .
  2. موقع : WebMD.com الطبي .
  3. الصور : “before and after lips hyaluronic acid” search images in google.com .