🧬 عمر ياغي... حين صاغ الذرّات لغة الخلود
من قلب الصحراء العربية خرج عقلٌ رأى في الذرّة وطنًا جديدًا للإنسان.
هو عمر ياغي، الكيميائي الذي لم يكتفِ بفهم المادة، بل أعاد ترتيبها كما يشتهي الفكر الخلّاق.
بيده، تحوّلت الجزيئات إلى معمارٍ هندسيٍّ مذهل، وصار العلم شعرًا يُكتَب بالمعدن والكربون.
ابتكر ياغي ما يُعرف بـ الإطارات المعدنية-العضوية (MOFs)، هياكلٌ شفافة كالخيال، تحتضن الغازات والمياه في مسامّ أدق من الحلم، وتُحرّرها حين تحتاج الأرض إلى نَفَسٍ جديد.
لقد صنع موادّ تجمع الماء من الهواء الجافّ، وتحبس ثاني أكسيد الكربون، وتختزن الهيدروجين كما يُختزن الضوء في قلب النجم.
وهكذا لم يكن إنجازه مجرّد خطوة في الكيمياء، بل ملحمة علمية تُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والطبيعة، بين العقل والمستحيل.
ففي مختبراته لم يولد مركّب كيميائي فحسب، بل وُلد أملٌ بأن للعرب مكانًا في طليعة المستقبل.
التعليقات