اكتشف ابن النفيس الدورة الدموية وقام بتوصيفها ببيان بليغ وكانت نظريته حول الدورة الدموية وحول الشريان التاجي أفضل المنهاجيات التي شرحت تفصيليا مواضيع علم التشريح وعلم الأمراض وفقا لعلوم وظائف الأعضاء، حيث قال
إن الدم ينقى في الرئتين من أجل استمرار الحياة وإكساب الجسم القدرة على العمل، حيث يخرج الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين، حيث يمتزج بالهواء، ثم إلى البطين الأيسر
هذه المساهمة تثبت عظمة العلماء العرب في وقت كان الغرب يمر فيه بظلام الجهل. لكن الواقع اليوم أن الملكية الفكرية الحقيقية لا تُمنح لمن يكتشف الفكرة أولاً، بل لمن يملك أدوات النشر والتطبيق والاستمرارية. فما قيمة اكتشاف عظيم يظل حبيس المخطوطات لقرون طويلة ليتم إعادة اكتشافه لاحقًا في بيئة علمية أفضل تجهيزًا تستطيع أن تضمن له الانتشار العالمي الفوري وتدمجه في المنظومة التعليمية.
الإنجاز الحقيقي لا يكمن فقط في عقل المكتشف، بل في قدرة مجتمعه على استيعاب هذا الاكتشاف والاستفادة منه.
بعصر ابن النفيس وبفترة حياته، كان الخلفاء يعتنون بكتبه وكانوا يقدمون له حاضنة علمية؛ بل وبلغ الأمر أنه كان استشاري بيبرس الخليفة، فكيف ترين أن جهوداته كانت هباء؟ كان ابن النفيس ومن معه يجرون الجراحات ويقومون بدورهم بالمشافي التي كان أول من بناها المسلمون، فأين التهميش؟
التعليقات