بسم الله الرحمن الرحيم

علم الأنا والأسماء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

علم الأنا والأسماء هو أن يسمح المرء لنفسه بأن يُصبح أكثر من شيءٍ واحد بدل أن يكون نفسه فقط، وبعلوم الظن والجذب يُمكن للمرء أن يجعل نفسه إبن أحد آخر يُريده أو ليس ابن أحدٌ بالمرَّة. فعندما يُريد أمرءٌ ما لنفترض أن اسمه عصام أن يُغيّر اسمه ولكن وبسبب الظروف الاجتماعية والقانونيَّة لم يستطع تغيير اسمه، فاضطر للبقاء على اسمه الذي يكرهه أو الذي فقط لا يُريده، فيُمكن لعصام أن يختار لنفسه أيّ شيء يُريد أن يكونه كمثل أن يختار أن يكون عِقاباً شاباً قد استقلّ بنفسه للتو وغادر عُشّ والديْه، فإذا اختار عصام أن يكون هذا العِقاب الذي صادف أن رئاه في برنامج وثائقي للحيوانات، فله أن يختار أن يكون عِقاب وليس عليه أن يُقرّر أن يكون نفس العِقاب الذي رئاه في البرنامج حتى لا تتداخل العلوم الطبيعية مع علوم الظن والجذب التي لدى عصام، فقد يكون عصام قد أدخل في علوم الظن والجذب التي لديه مبدأ العدالة، لدى المجتمعات الحديثة، وهذا يعني أنّ له ما لزملائه وعليه ما على زملائه، مما قد يعني أن عصام إذا اختار أن يكون فقط العِقاب الذي رئاه في البرنامج من دون كُلّ العقبان الأخرى، فإن ما سيحدث للعقاب الذي في البرنامج من خير سيُصيب مثله عصام بما يناسبه، وما يُصيبه من شرّ فإنَّه أيضاً سيُصيب عصام بما يناسبه، أي عندما يصطاد العقاب فريسة له ويأكلها، فإن عصام قد يعلم بصفقة نافعةً له، فيحاول الحصول عليها وينجح في ذلك وكأنَّه اصطادها وأكلها وانتفع منها، وذلك إمّا في المُستقبَل القريب أو في المُستقبَل البعيد، وإن حدث وقام حيوان مُفترس آخر كالوشَق واصطاد عقاب البرنامج فإن قوانين العدل الاجتماعية في المجتمعات الحديثة تبقى مستمرة مما يعني أن عصام قد يُنافسه من هو أقوى منه في مجاله أو في مجالٍ قريبٌ من مجاله، وقد يهزم هذا الخصم القوي عصام سواءً في المُستقبَل القريب أو المُستقبَل البعيد. والأمر معاكس أيضاً فما يُصيب عصام سيُصيب أيضاً العِقاب عاجلاً أم آجلاً.

ولكن إن ترك عصام هوْسَه بالعِقاب الذي رئاه في البرنامج وقرّر أن يكون عِقاب فقط دون أن يُحدّد على أيّ عِقاب معيّن فإنَّه سيحصل على كل صفات العقبان الأخرى حتى البشر الذين كانوا يحملون اسم العِقاب بأيّ لغةٍ كانت، مما يتيح لعصام أن يُدافع ضدّ سوء حظّ عِقابٍ مُعيّن بُحسن حظّ عِقابٍ آخر.

وبعد أن يختار عصام أن يكون عِقاب يُمكنه في الخطوة الثانية أن يُسمِّي نفسه عِقاب بينه وبين نفسه إن كان المُجاهرة بإسمه الجديد سيُورّطُه قانونياً أو اجتماعياً أو قد يحضّ الآخرين على أن يبلّغوا عنه الطبّ النفسي وما إلى ذلك من بلاغات. وعندما يحصل عصام على كينونته الجديدة كعِقاب ويحصل أيضاً على اسم عِقاب فقد يبدأ يحصل على بعض صفات العِقاب ومنها حُبّ الحرّيَّة والإنطلاق ورضاه بهما كحقٍّ له الأولوية الأولى والأهميَّة القصوى وقد يزداد الأمر لديه، حتّى يُحقّق حرّيَّته الكاملة التي يرتضيها لنفسه… هذا والله أعلم والسلام على الأقدم الأقدم الذي هو الأعلم.