علماء الأعصاب في العصر الحالي يتبنون الفلسفة المادية التي تقول أن المخ يخلق الوعي (العقل)، بمعني أن إدراكاتك، مشاعرك، ذاكرتك، الأنا أو نفسك، هي مجرد نشاط عصبي في الخلايا العصبية في المخ ومع أنه لا يوجد أي دليل أن المخ يخلق الوعي (العقل)، كل التجارب تشير لعملية ترابط فقط وليس عملية تسبيب بمعني أنك إن فكرت في شيء معين سيكون هناك نشاط كهربي في فص من فصوص القشرة المخية لكن هذا طبعا ليس معناه أن هذه الإشارة الكهربية هي ما خلقت الفكرة للآن لم يتمكن أحد من توضيح كيف يمكن للكهرباء المخية أن تتحول إلي تجارب شخصية كالأفكار والذاكرة وغيرها [1]
واحدة من التجارب التي تتكرر علي مدي التاريخ هي تجارب الإقتراب من الموت (أو الموت الفعلي) - ليس كل الحالات في هذه التجارب تقترب فقط من الموت لكن تموت بيولوجيا فعلا [2] وترجع مرة أخري للحياة - فهذه التسمية تسمية خاطئة وغير دقيقة لأنها لا تصف كل الحالات وصفا دقيقا.
بدراسة تجارب الموت الفعلي يمكن أن نعرف هل المخ هو ما يخلق ذاتك أو وعيك أو هل الوعي البشري هو شيء منفصل عن المخ ولا يخلق منه.
الموت هو سكتة قلبية (إنقطاع الدورة الدموية في الجسم) بعد السكتة القلبية بحوالي 20 - 40 ثانية بسبب الإنقطاع الكامل لتدفق الدم للمخ يصبح النشاط الكهربي في المخ تقريبا منعدم وجهاز قياس النشاط الكهربي في المخ يعطي خط مسطح أي إنعدام للإشارات الكهربية في المخ وأيضا يتم فقد وظيفة جذع المخ بعد توقف القلب هذه فترة من الموت الخلايا العصبية فيها لا تعمل لكن لو قمنا بتشغيل القلب مرة أخري يمكن للخلايا أن ترجع للعمل مرة أخري وهذا ما تم تحقيقه في العصر الحديث الإنعاش القلبي الرئوي يمكن من خلاله أن ترجع الموتي من الموت وتسألهم ماذا حدث لكم أثناء هذه الفترة من الموت لو المخ هو ما يخلق الوعي ففي هذه الفترة من الموت والمخ لا يعمل يجب أن يتلاشي الوعي أي عندما يتم إنعاشك يجب أن ترجع من اللاشيء بدون أي تجارب شخصية لو الوعي شيء منفصل ولا يخلق بواسطة المخ إذا سيظل موجود أثناء هذه الفترة من الموت والخلايا المخية لا تعمل.
تم إجراء أبحاث كثيرة علي الناجين من السكتة القلبية أبحاث للطبيب بيم ڨان لوميل، بروسي غريسون، چيفري لونج، بيني سارتوري، سام بارنيا، بيتر فينويك، ماريو بيوريغارد [3] , [4] , [5] , [6] , [7] , [8] , [9] , [10] وكل هذه الأبحاث إنتهت إلي نفس النتيجة أن الوعي البشري والتجارب الشخصية لم تتلاشي عندما توقف المخ عن العمل !! فكل هذه الأبحاث تقول إن إفتراض أن الوعي متمركز في المخ يجب أن يعاد النظر فيه مرة أخري وأن هذه التجارب تثبت أن الوعي البشري منفصل عن المخ ولا ينتج منه، وايضا لا يموت بموت المخ وينجو من الموت الجسدي [11].
أهم الخصائص التي تحدث في هذه التجارب.
تجربة الخروج من الجسد : فيها يشعر الشخص أن ذاته خرجت من جسمه الفيزيائي ويمكن لهذه الذات أن تري وتسمع وتصف كل الأحداث التي جرت حول الجسم الميت بدقة عالية مثلا شخص ميت (سكتة قلبية - توقف جذع المخ - توقف القشرة المخية) يمكنه أن يصف كل المحادثات التي جرت بين الأطباء والممرضات وطريقة إنعشاه وتفاصيل دقيقة جدا حصلت أثناء العملية، بل ويوجد ناس تتمكن من سماع ورؤية ووصف أحداث حقيقية حتي بعيدة عن الجسم الميت مثلا يصف كل محادثات أفراد عائلته التي جرت خارج غرفة الإنعاش أو يصف حدث حصل في جزء آخر من المستشفي [12] , [13]، يوجد علماء مثل العالم أولاف بلاكي حاولوا تفسير هذه الظاهرة علي أنها خلل في عمل الفص الصدغي في المخ [14] لكن كما وضح بروسي غريسون [15] خلل عمل الفص الصدغي في المخ ينتج أوهام وتخيلات في حين تجارب الموت الفعلي المريض فيها يصف الأحداث الحقيقة التي حصلت حول جسمه الميت بدقة وصف حدث حقيقي بدقة لا يمكن اعتباره تخيل أو هلوسة كذلك تخيلات خلل عمل الفص الصدغي في المخ تكون دائما تخيلات داخل الجسم نفسه (المريض يتوهم أن رجله أو أنفه تكبر مثلا) لكن في تجارب الموت الفعلي يكون المريض خارج جسده بالكامل كذلك في هذه التجارب المخ أصلا لا يعمل (الفص الصدغي في القشرة المخية لا يعمل اصلا) ومع ذلك التجربة تحدث فلذلك ليس الفص الصدغي هو ما يخلقها.
رؤية نفسك في نفق في نهايته ضوء، ورؤية الأشخاص المقربين لك والذين ماتوا قبلك قد يكونوا أشخاص تعرفهم (أمك أو أبوك أو أخوك مثلا) أو (شخص مقرب لك أنت لا تعرفه لأنك لم تقابله في حياتك)، كمثال الحالة التي أخبر عنها بيم ڨان لوميل، شخص مات إكلينكيا رأي رجل لم يعرفه نظر له بحب، تم إنعاشه وإعادته للحياة أمه أخبرته ان الشخص الذي رباه ليس ابوه الذي أنجبه ، وأعطته صورة والدة الحقيقي نظر فيها ووجد أن الشخص الذي رآه عندما مات هو والده البيولوجي الذي انجبه والذي لم يكن يعرفه [16] هذه الحالات تتكرر كثيرا علي مدي التاريخ للمزيد [17] , [18].
الأشخاص المصابين بالعمي من الولادة يستعيدون الرؤية عندما يموتون ويتمكنون من وصف الأحداث الحقيقية التي حصلت حول جسمهم الميت كما لو كانوا طبيعيين ولا يكتسبون حتي رؤية مثل الرؤية البشرية العادية بل رؤية تفوق الرؤية البشرية العادية بكثير رؤية عقلية بدون أعضاء حس كالعين يمكنهم أن يروا اكثر من حدث من أكثر من زاوية في نفس الوقت [19].
من أهم الأعراض النفسية التي تحدث للشخص عندما يعود من تجربة الموت هذه أنه يصبح أكثر تقديرا لقيمة الحياة ويسعي دوما لمساعدة كل الناس ويتخلص من فكرة الخوف من الموت.
هذه التجارب تثبت أن الوعي البشري أكبر من نشاط المخ لكن قد يقول شخص لم عندما يتأثر المخ يتأثر الوعي تشرب كحول مثلا لا تفكر بوضوح، تتقدم في العمر تصاب بالزهايمر، تضرب علي رأسك تفقد الوعي، ورد هؤلاء الأطباء أن هذا لا يثبت أن المخ هو ما يخلق الوعي، ففي الفلسفة الثنائية (فلسفة ديكارت) التي تقول إن العقل منفصل عن المخ، تقول إن المخ يعمل كوسيط فقط لجعل هذا العقل يظهر في عالم مادي مثل القمر الصناعي والتلفاز القمر الصناعي يرسل إشارة يلتقطها التلفاز ويحولها صوت وصورة لكن ليس التلفاز هو ما يخلق الإشارة، المخ مثل التلفاز تماما مستقبل فقط لكن ليس هو ما يخلق الوعي فأكيد التأثير على المستقبل أو الوسيط سيؤثر علي وعيك في العالم المادي، لكن ما إن يموت المخ أو يتوقف عن العمل يظهر الواقع الأكثر أساسية أن العقل يمكن أن يظل موجود بدون المخ (يتحرر منه)، طبعا القول إن هذه هلوسات سخافات لأنه كما قلنا المخ لا يعمل اصلا فيها لا احد سيهلوس من غير عمل المخ كذلك يوجد من يصف أحداث حقيقية حصلت حول جسمه الميت وصف حدث حقيقي ليس هلوسة [20]
[1]
[2]
[3]
[4]
[5]
[6]
[7]
[8]
[9]
[10]
[11]
[12]
[13]
[14]
[15]
[16]
[17]
[18]
[19]
[20]