تقاس الأخلاق بناءا على ما ينفع الإنسان و نقول ذلك شيء أخلاقي و ما يضر الإنسان هو شيء غير أخلاقي .. و لكن السؤال المطروح هو : كيف لنا أن نتأكد و نجزم بأن ما يضرنا نحن هو نفسه ما يضر غيرنا ؟ مثلا قد يضرنا نحن سماع الموسيقى لكن أشخاص آخرون يحبون سماعها .. و قد يضرنا نحن شرب الخمر بينما آخرون يشربونها بلا أي ضرر .. و بالتالي فإن القيام بتعميم بعض الأخلاقيات لكي تشمل جميع الناس هو تفكير غير سليم و ربما ظالم نوعا ما .. لأن التخصيص هو الأدق و هو الأقرب إلى الحقيقة و إلى العدل .. فلا يجوز عقلا و منطقا اعتبار جميع الناس متشابهون لأن هذا الشيء يتعارض مع حقيقة الاختلاف ..
هل أخلاقك هي نفسها أخلاقي ؟
و قد يضرنا نحن شرب الخمر بينما آخرون يشربونها بلا أي ضرر
مثال غير موفق لأن ضرر الخمر مؤكد وليس نسبي بيني وبينك، بجانب أضراره التي حرم من أجلها، فالأخلاقيات بالعموم ليست نسبية، هناك أخلاقيات لا خلاف عليها وهي مضرة للكل حتى لو كان الضرر غير مدرك من طرف الشخص نفسه، يعني مثلا من يكذب هو لا يدرك أن الكذب يضره هو أيضا بل يجد أنه يحقق غاياته من خلاله، وكذلك النفاق إلى أخره، فكيف هنا أن نقبل بالنسبية بين أخلاق معلوم ومؤكد ضررها على الجميع
التعليقات