{ ... مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم ... }

عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛

إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )

أن التراحم والتوادد والتعاطف وان كانت متقاربةً في المعنى لكنّ بينها فرق لطيف,

فأما التراحم فالمراد به: أن يرحم بعضهم بعضا بأخوّة الإيمان لا بسبب شيء آخر,

وأما التوادد فالمراد به: التواصل الجالب للمحبة كالتزاور والتهادي,

وأما التعاطف فالمراد به: إعانة بعضهم بعضا كما يعطف الثوب عليه ليقويه

من فوائد الحديث:

..........................................

1- تَعْظِيم حُقُوق الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض, وَحَثّهمْ عَلَى التَّرَاحُم

وَالْمُلَاطَفَة وَالتَّعَاضُد فِي غَيْر إِثْم وَلَا مَكْرُوه.

2- وَفِيهِ جَوَاز التَّشْبِيه وَضَرْب الْأَمْثَال لِتَقْرِيبِ الْمَعَانِي إِلَى الْأَفْهَام.

3- أن من مقتضيات الإيمان العمل بما تستلزمه الأخوَّة بين المؤمنين

من التراحم والتوادد والتعاطف، وأن التقصير في ذلك و التهاون فيه

ضعف في الإيمان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى-

ولهذا كان المؤمن يسره ما يسر المؤمنين ويسوءه ما يسوؤهم

ومن لم يكن كذلك لم يكن منهم.

4- أن على المسلم أن يجتهد في تطهير قلبه نحو إخوانه المسلمين؛

فيفرح بوصول الخير إليهم، ويتألم أن أصابهم ما يضرهم أو يؤلمهم،

ويقف معهم في مصائبهم وما ينزل بهم، فيغيث المحتاج، وينصر المظلوم،

ويعين ذا الحاجة، ويتعاون معهم على الخير والبر.

5- عظمة هذا الدين وكماله، بحثه على التآلف والتراحم،

فيعيش المسلم بين إخوانه وفي كنفهم معززاً مكرماً

في عسره ويسره، وقوته وضعفه، وفي سائر أحواله.

...

...

رابط الصورة واضحة علي التليجرام :

...