الكثير من الناس يلومون غيرهم : يقولون لك فلان سحرني بجماله ، فلان فتنني بكلامه ، فلان و فلان ..

لماذا يهرب الناس من تحمل مسؤولياتهم عن أنفسهم و الاعتراف بضعف إيمانهم و ضعف عقولهم ؟ ... المؤمن بالله و الواثق بنفسه لا يلقي بالمسؤولية على أمور خارجية ، ذلك من ضعف محاسبة الذات ..

لماذا لا نقول الحقيقة و نعترف بأن الخلل في ضعف إيماننا و تحصيننا النفسي و العقلي ، لو كنا مؤمنين بالله حق الإيمان فلن نتأثر بجمال و أموال و نعم أحد ، إذا تأثرنا معناه بأن هناك خلل نفسي فينا نحن و ليس في الذي أعطاه الله الجمال و المال ، انظر لنفسك و اكتشف ماذا أعطاك الله و لا تنظر لما أعطى الله الناس الآخرين ، ثم تتهم بتهمة يقولها الضعفاء : فلان فتنني و استكبر علي ، و هل فلان خلق لكي ينال إعجابك ؟ لماذا لا تعمل مثله و تدرس مثله و تحقق المال مثله ؟ لماذا تحسده على ما جناه بفضل الله و بفضل تعبه ؟ .. ( فلان سحرني و فتنني هي مبرر ضعيف باطل يقصي المسؤولية عن النفس و العقل ) ؛ الانسان الواعي الذكي لا يقول مثل هذه الكلمات ، بل نفسه ثابتة لا تتأثر بسحر أو فتن ، إذا مر من أمامك ( رجل ثري بسيارة البورش ) مثلا ، و تأثرت بذلك .. في حين لم يتأثر أشخاص آخرون من حولك ، فاعلم أنك تحتاج للنضج النفسي أخي العزيز ، و النضج يحتاج لكي تتقبل ما تكره مثلما تتقبل ما تحبه ، لأن الله هو الذي خلق لك ما تكرهه لسبب و لحكمة ، قد يأتي يوم و تحب فيه ما تكرهه ، و تقول سبحانك ربي إن كل شيء فيه خير لي إذا آمنت بخيره ، أنت تنال محصلة إيمانك و اعتقاداتك فقط ..