02 - سلسلة تبسيط البرمجة - البرمجة والترجمة والتنفيذ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

بدأنا في الدرس السابق بمثال يقرب إلى الذهن مفهوم البرمجة

وبناء على ما سبق يمكننا صياغة تعريف البرمجة على أنها :

البرمجة :

مجموعة التعليمات والأوامر والتوجيهات والشروط والخيارات التي يلقنها المُبَرْمِجْ (الأب مثلا) إلى المُبَرْمَجْ - أي الشي القابل للبرمجة (الابن مثلا ، أو كمبيوتر أو جهاز تحكم ...) بحيث يقوم الأخير بترجمة تلك التعليمات والأوامر (مترجم أو مفسر) إلى مجموعة تحكمات (إشارات كهربائية أو حركات ميكانيكية) لتنفيذ المطلوب من البرنامج (عمل ما )

ودعونا نفصل هذا لتعريف بمثال :

الأب في مثالنا السابق هو المبرمج وهو الذي يحدد الأوامر والتعليمات أي هو من يحدد البرنامج

ولا شك هو لم يضعه عبثا وإنما لتحقيق غاية أي عندما لقن ابنه طلب الذهاب للفرن وأعطاه مالا وحدد له كيف يتصرف في الاحتمالات المختلفة كل هذا ليس ليذهب الابن للعب بل ليقوم بأمر يريده الأب وهو إحضاء خبز للمنزل لتأكل الأسرة

الآن دعونا نتصور السيناريو التالي

لو أن أب كان يدرس في دولة أجنبية ولنفترض أوزبكستان

ثم تزوج من امرأة أوزبكية وأنجب منها طفلا ثم قدر أن يعود إلى بلده قبل أن يكبر الطفل

ومرت عدة سنوات ثم يسر الله لم شمل الأسرة بعد عدة سنوات حيث كبر الطفل

الأن الطفل يميز ولكنه يتكلم ويفهم الأوزبكية

قام الأب بطلب فعل ما من الولد كأن قال له بالعربية أحضر لي كأس ماء

سيقف الطفل جامداً لأنه لم يفهم ويستوعب ما طلبه الأب ولهذا لم يقم بتنفيذ المطلوب

إذا من هنا نصل إلى نتيجة مهمة أنه حتى يتم تنفيذ البرنامج لا بد من وجود إمكانية ترجمة تلك الأوامر إلى تنفيذ من خلال التجهيز المسبق للجهة المنفذة أي القابلة للبرمجة وذلك بتلقينه أو تعليمه أو تهيئته ليفهم تلك الأوامر أو بمعنى آخر لغة البرنامج

فلو تم إعادة تأهيل الطفل ليفهم اللغة العربية حينها سيكون قادرا على تنفيذ الأوامر إلى خطوات عملية

إذا لا بد وحتى تتحقق عملية البرمجة بنجاح أن يكون هناك تطابق وتوافق بين لغة البرمجة وجهة التنفيذ

فمثلا لو تم كتابة برنامج بلغة سي على بيئة تطوير جافا فلن نحصل على نتيجة لأن بيئة تطوير جافا تحوي على مترجم للبرامج المكتوبة بلغة جافا وستقف متجمدة في حال تم كتابة برنامج بلغة سي مثلا

والعكس بالعكس صحيح

إلى حلقة مقبلة أستودعكم الله