دائما ما يشغلني مستقبلنا في البرمجة ، هل سأستطيع البرمجة عندما يصبح عمري 40 عام ؟ هل سنبقى نتحمل الضغط وهل سنبقى نجاري التطورات التي تحصل يوميا في البرمجة ونتناغم معها ؟ هل يستطيع الإنسان أصلا البرمجة في هذا العمر المتأخر ؟ وإن كان لا يستطيع ماذا ستكون مصدر دخله غير البرمجة ؟
هل سنستطيع الاستمرار في البرمجة حتى عمر الأربعين سنة ؟
أبلغ اﻵن حوالي ٣٩ عاماً ، وفي العام اﻷخير (عام ٢٠١٣ وبداية ٢٠١٤) تعلمت أشياء كثيرة جديدة في البرمجة وتطوير البرامج وفي لغات البرمجة وأنظمة التشغيل وقواعد البيانات، وبرمجة الشبكات، وبرمجة الويب، واحس اﻵن كأني بدأت من جديد، وأن كل هذا الوقت الماضي (حوالي ١٧ عام) كانت مجرد تعلم، مع أني قضيته كله في تطوير برامج فقط ولم أعمل في أي وظيفة أخرى غير البرمجة والتطوير.
بالنسبة لي تطوير البرامج الحقيقي سوف يبدأ اﻵن بإذن الله. ويُصاحبه تحليل اﻷنظمة وقيادة فُرق برمجية وكتابة سياسات وقوانين لطريقة كتابة الكود والتنظيم الداخلي لأجزاء البرامج و إختيار المدارس التي سوف نستخدمها مع كل مشروع، وغيرها من المهام التي لا يستطيعها المبرمج وهو في بداية طريقه في هذه المهنة. وقد بدأت فعلياً في إعادة تغيير الهيكل الداخلي لبرامج كتبتها قبل أعوام قليلة، لكن الفرق كان كبيراً بين الخبرة اﻵن والخبرة قبل عامين.
الغريب اليوم كُنت أفكر متى يُتقن الشخص البرمجة، هل يكفي ٢٠ عاماً ليصبح مطور برامج يستخدم كل اﻷسس الصحيحة، في الحقيقة في العام الأخير احسست أن الطريق للتعلم والعمل بطريقة سليمة يحتاج وقت أطول.
مرة قام صاحب العمل الذي كُنت اعمل معه بإعطاء شركة مهمة برمجية تقضي بتحليل ملف للفوترة يصدر من مقسم إتصالات، وكان معقد جداً فردت عليه الشركة أن هذا الملف لا يُمكن تحليله بسبب تعقيده وهي شركة متخصصة في هذا المجال، ثم قام بإعطاء نفس الملف لمبرمج عمره حوالي ٤٠ عاماً، فقام بعمل برامج لتحليله وإصدار نُسخة مقروءة من البيانات في خمس ساعات فقط.
أعاد هذا المدير نفس المهمة لشخص لديه خبرة حوالي ٣ سنوات (وهو من المبرمجين الأذكياء الذين أعرفهم) تطلب منه شهراً كاملاً لعمل برنامج لتحليل نفس الملف.
وما الذي يمنع
ولما لا تقول العكس أن الإنسان يصبح أكثر استقراراً وأكثر تركيزاً.
إن كان من العلماء من يستمرون إلى ما بعد السبعين فهل البرمجة أصعب من اكتشاف العلوم ؟!
ألم يقل الله عز وجل :
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
الأحقاف (15) -
والعلماء يقولون أن الأربعين هي مرحلة اكتمال النضوج العقلي
و الأربعين المذكورة في الآية هي 40 هجرية أي ما يقارب38 ميلادية
ها أنا شارفت على الأربعين (الهجرية) وأعمل لفترات تصل إلى 18 ساعة والحمد لله رب العالمين على منحه وتوفيقه
وأما مسألة مصدر الرزق فهي مسألة ليست متعلقة بالعمر و نوع العمل لأن الرزق مقسوم ومقدر وعلى الإنسان السعي لكسب ماله بالحلال.
و من السعي أيضا أن تغتنم شبابك لهرمك فتقوم وأنت شاب في كامل قوتك بعمل مشاريع تصبح ذاتية العطاء وتكون كمصدر رزق مستمر
أبلغ من العمر 38 عاما والحمد لله ما زلت أتعلم وسأظل إن شاء الله وقد بدأت تعلم كورس برمجة بـ Ruby language لمن يهتم
يسجل بمنصة التعليم العربية المفتوح
ويوجد الكثير من المواد يمكن التسجيل بها.
بالتوفيق للجميع،
التعليقات