ملحوظة: السؤال الذي في العنوان لا يختص بفترة زمنية معينة، بل منذ الثمانينيات وحتى الآن.
مقدمة سريعة:
من الأشياء التي تلفت الانتباه في مسيرة البرمجة العربية، هي أنه رغم وجود الآلاف من المبرمجين العرب، وأن العشرات إن لم تكن المئات من الجامعات والمدارس العربية تدرس البرمجة، إلا أن الناتج محبط للغاية، وغير منافس للآخرين حتى من غير الغربيين (كالهنود أو الصينيين مثلاً)، فأين المشكلة يا ترى؟
أغلب البرامج العربية التي رأيتها ليست برامج حقيقية بمعنى بالكلمة، وهي غالباً ليست فريدة في برمجتها، وإنما تدخل ضمن 1) ما يسمى ببرامج المحتوى 2) أو البرامج الخدمية التي تستهدف جهة معينة كبرامج إدارة قواعد بيانات بعض الشركات أو المكتبات أو المستشفيات أو المدارس ... الخ
برامج المحتوى هي كالبرامج الدينية أو الثقافية أو الطبية أو برامج الموضة أو حتى بعض الألعاب هي في الحقيقة لا تقوم بمهام برمجية فعلية وإنما تعتمد بالدرجة الأولى على تغذيتها بمحتوى معين وعرضه بطريقة ما، سواء أكان هذا كتباً أو معلومات في مجال محدد أو ما إلى ذلك.
أما البرامج الخدمية التي تقوم بغرض معين وهي محدودة الفائدة فهي غالباً ما تكون استنساخ لبرامج أخرى معروفة تؤدي الغرض المطلوب بكفاءة أكبر.
لماذا لا أرى برامج تنافس البرامج الفريدة عند الأمم الأخرى ويستخدمها الآلاف من الناس؟ أم أن مثل هذه البرامج موجود لكن المشكلة في تسويقها بحيث لم أرها؟
للإنصاف هناك برامج تمت برمجتها على أيدي مبرمجين من أصول عربية، لكنها ليست "عربية المنشأ"، أي ظهرت في بيئات تشجع على الإبداع والتطوير البرمجي، ويحضرني الآن برنامج mIRC الشهير عند الـ geeks المخضرمين (مع يقيني أن ملايين العرب لم يسمعوا به!) والذي صنعه المبرمج البريطاني من أصول سوري خالد مردم بيك والذي استخدمه ولا يزال يستخدمه ليس الآلاف ولا الملايين بل عشرات إن لم يكن مئات الملايين من الناس حول العالم وتمت ترجمته لعشرات اللغات !!! (وهو شبه مجاني!)
توجد برامج محتوى رائعة للغاية مثل المكتبة الشاملة أو برامج القرآن للهواتف المحمولة، لكنها رغم قدرتها على تنفيذ بعض المهام البرمجية التي يفترض وجودها في مثل هذه البرامج (كالبحث بطرق متعددة) إلا أنها في النهاية تبقى برامج محتوى لا غير.
لماذا لم يصنع العرب برنامجاً ثورياً مثل Word أو حتى OpenOffice Writer؟ لا أطالب هنا ببرمجة عمل ضخم يحتاج لمجهود سنوات وأموال طائلة كإنشاء نظام تشغيل مثلاً، وإنما أتحدث حتى عن البرامج البسيطة لكن ذات التأثير والنفع الكبير.
هناك عدة متصفحات رائعة تنافس بعضها، وكل متصفح فيه مزايا قد لا توجد في الآخر كـ Chrome وOpera وFireFox وK-Meleon وQtWeb وMaxthon وغيرها .. فلماذا لا يوجد متصفح عربي منافس بقوة لمثل هذه المتصفحات؟
لماذا لا يوجد معالج كلمات قوي مناسب للغة العربية وفيه مزايا تفتقدها المعالجات الأخرى إلا بصعوبة كالتعامل مع الأبيات الشعرية أو إظهار التشكيل وإخفاءه ببضعة نقرات ... الخ؟
مرة أخرى .. لا أطالب ببرامج ضخمة كبرنامج يحول الصوت العربي إلى نص مكتوب بدقة عالية ..
توجد برامج صغيرة وخفيفة جداً لكنها عظيمة النفع ولها انتشار هائل جداً حول العالم مثل البرنامج البسيط ذو المهمة المحدد uTorrent .. فلماذا لا يوجد برنامج عربي منافس؟!
لماذا لا يوجد برنامج عربي لإنشاء الموسيقى العربية ويسهل فيه التعامل مع ربع التون والمقامات والآلات العربية ؟!
لماذا حتى الخط العربي لم نجد من يصنع برنامجاً احترافياً له إلا الإيرانيين ببرنامجهم الشهير الكلك Kelk ؟!!
هل برمجة البرامج للكمبيوترات الديسكتوب صعبة إلى هذا الحد ؟!
طيب ماذا عن برامج الهواتف المحمولة بأنظمتها المختلفة Android وiOS وغيرها ؟!!
أين هي البرامج العربية المنافسة لـ WhatsApp أو Instagram أو Skype أو SnapChat أو حتى Angry Birds ؟!!!
التعليقات